الفصل الأول

31.5K 1.2K 121
                                    


#الدهاشنه2 (#صراع_السلطة_والكبرياء...)...

(إهداء خاص إلى القارئة الجميلة أم يوسف اول من طالبت بالجزء الثاني من الدهاشنة، من أكن لها بمعزة خاصة.. أحبك..

إهداء إلى كل قارئ كريم قطع من وقته الغالي لقراءة ما دونه قراءة قلمي المتواضع...)..

#الفصل_الاول.....

كسر ضوء الشمس النافذ عتمة الليل وسكونه المخيف، فتسللت أشعتها بخفةٍ لتداعب أوراق الأشجار الكثيفة التي تطوف بالاراضي الزراعية، وكأنها بانتظار ذاك الإشراق الذي يحتضنها كل صباح، ازدحام تلك الاماكن معتاد فالاستيقاظ باكراً من أسمى صفات أهالي الصعيد، الأغلب يتجول بائعاً والبعض يذهب لعمله، ومن بين المارة تجد مجموعة من الأشخاص مجتمعون على صينية دائرية الشكل يتوسطها الفطير الشهي والعسل الصافي وقطع الجُبن القريش، يجلس عليها أهل هذا المنزل البعيد عن تلك الارض التي يجتمع بها رجال البيت والاصدقاء، الطعام بين أهل الصعيد قلة ما يتناوله أهله بمفردهما، فالجود والكرم مدفون بالعروق، ومن بين كل تلك المنازل منزل كبير الدهاشنة، وبالاخص بحديقة منزله الشاسعة، يجتمع المزارعون حول عدد من الطاولات لتناول الفطور الشهي، وبالقرب منهما وبالاخص على تلك الاريكة الخشبية كان يجلس كبيرهما بوقارٍ، العصا التي يحملها بين يديه تمنحه عظمة تليق بجلبابه الاسود، يجلس بسكونٍ وعينيه تراقب الجميع باهتمامٍ، ليشير بعينيه لخادمه للطاولة التي قل الطعام منها ليزيده بالخير، انتهى الجميع من تناول الطعام فنهضوا تباعاً ليردد احداهم:

_دايماً سباق بالخير يا كبيرنا..

وأضاف الأخر بامتنانٍ:

_ربنا يزيدك من وسع..

ابتسامة صغيرة تشكلت على طرفي شفتي "فهد"، فنهض عن الأريكةٍ وهو يردد باستحسانٍ:

_الف هنا وشفا يا رجالة، تقدروا ترجعوا لشغلكم..

أشاروا بايديهم بطاعة ومن ثم انصرفوا لاعمالهم بالحقول التابعة لعائلة "فزاع دهشان"، أسرع إليه الخادم ليخبره على عجلة من أمره:

_الست" راوية" عايزة جنابك جوه..

صعد الدرج القصير حتى أصبح بداخل المنزل، يبحث عنها بعينيه المتلهفة لرؤياها فرغم تقدمهم بالعمر سوياً الا انه مازال يشعر برؤياها وكأنه لقائهما لاول! ، نفس ذاك الشعور الذي يسيطر على قلبه المرهف مازال يتلبسه وكأنه ذاك الصبي الذي يبلغ خمسة وعشرون عاماً، بل تمكن العشق منه ليجعله يلتاع لرؤياها وحتى إن رأها يسكره حد الرغبة فيدق قلبه بعنفٍ وكأن هناك من يضرم نيران الشوق عمداً ليفتك بهيبته التي يخشاها الجميع، طلت من أمامه بردائها الابيض الفضفاض وحجابها الذي يتدلى من خلفها، فأقترب لتقف هي مقابله ببسمتها المشرقة:

الدهاشنة ..٢.. صراع السلطة و الكبرياء...للكاتبة أية محمد ملكة الإبداعحيث تعيش القصص. اكتشف الآن