الفصل الثالث عشر

17.6K 889 58
                                    


#الدهاشنة2.....(#صراع_السلطة_والكبرياء...)

#الفصل_الثالث_عشر..

(إهداء الفصل للجميلة "سلمى خالد"، كل سنة وأنتِ طيبة يا روح قلبي، كل سنة وأنتي قريبة فيها من الله عز وجل 💙..)

لأول مرة يشعر بالتشتت هكذا، تائه هو بصحراءٍ قاحلة لا يأويها مطر ولا قطرة مياه، يصفع بها ذاته ويعنفها ما بين عتاب ورحمة بما تعرضت له تلك الفتاة، بات قلبه رحيماً بها بعدما كان ناقماً عليها، لا يعلم كم ظل حبيس غرفته منذ أخر لقاء جمعه بها، فبمعرفته الحقيقة تلاقى ضربة عصفت برأسه وقلبه، فتح"بدر" عينيه على مهلٍ وهو يتأمل الحائط الصغير المجاور لباب غرفته، فعاد المشهد ليتجسد أمامه للمرة الثلاثون، عاد ليرى دموعها ويتذكر صراخها وبكائها، لم يحتمل ذاك الالم الغادر الذي يتغلب عليه دون أي شفقة منه على حاله، نهض عن فراشه ومن ثم جذب قميصه ليرتديه على عجلةٍ، ليتجه لغرفتها، ضم يديه معاً ليقربهما من الباب بترددٍ، فالوقت وإن لم يكن متأخر كثيراً ولكنه لا يصح لها الطرق على بابها ليلاً، تراجع عما يهاجمه وكاد بالعودة لغرفته، فتوقف محله بذهولٍ حينما وجد "روجينا" أمامه، انخطف لونها وبات جسدها كالثليج حينما رأته ومع ذلك حافظت على ثباتها، وتقدمت للغرفة، وقف مقابلها وهو يتساءل بحدةٍ:

_كنتِ فين لحد دلوقتي؟

ابتلعت ريقها بتوترٍ قبل أن تجيبه:

_كنت آآ...

قطعت كلماتها حينما فُتح باب غرفتها، لتظهر "رؤى" من أمامهم ثم اقتحمت حديثهما قائلة بخبثٍ:

_ها يا "روجينا" اتطمنتي عليها؟

تطلعت لها بعدم فهم، فاستكملت الاخرى حديثها مشددة على كلماتها الاخيرة:

_"تقى" بقت كويسة ولا لسه تعبانه؟

استوعبت "روجينا" ما تحاول "رؤى" فعله، فقالت باستيعابٍ:

_آه.. الحمد لله بقت أحسن، اخدت ادويتها ونامت..

أومأت برأسها وهي تشير لها:

_طب الحمد لله، ادخلي يالا.

اتبعتها للداخل و"بدر"يشيعها بنظرةٍ تناست حوارهما وتعمقت ببقبق عينيها الحزين، ود لو ظل عمراً بأكمله يتأملها، ود لو حصل على فرصة الحديث معها على انفرادٍ، يكفي أن يكن على علم بأنه سيحظى بفرصٍ ليصلح خطأ القدر القاسي!

************

فتحت جفنها الثقيل بصعوبةٍ، بعدما شعرت برائحة برفنيوم قوي يعيد ادراكها الحسي، فتحت "تسنيم" عينيها على مهلٍ وهي تحارب ذاك الألم القاتل الذي يحارب رأسها، أخر ما تتذكره رؤياها لصورة تضم رجلين احداهما يخصه ذكريات سيئة تحتفظ بها لنفسها هي، ظنت للحظة أن الماضي يعود للخلف ادارجاً فعاد هذا الرجل ليتجسد من أمامها، شعرت به يقترب ويقترب، فنهضت مرتعبة مما رأته، تلهث من فرط أنفاسها المتقطعة، وجدت من يحتضنها وصوتها الحنون يردد:

الدهاشنة ..٢.. صراع السلطة و الكبرياء...للكاتبة أية محمد ملكة الإبداعWhere stories live. Discover now