22-

35 5 2
                                    

تَلَحفتُ بالسوادِ و رَفعتُ رايتي البيضاء أقمتُ العَزاءَ على بقايا روحِي و استسلمتُ عن الحياة فَوَجدتُ ذِكري  على الالسُنِ طَيِباً من نفسِ ألسُنٍ رَمَت عليَّ بِقبُحِ الكَلام  ، لكن لا عودةَ لي و لا فُرصَةَ نجاة فَتحتَ التُرابِ صِرتُ و عينيَّ عنهُم داريت ، لكن فضولُ روحي لم يَدفَن مع جسدي فَبقيتُ اطوفُ حولَهُم كالطفلِ يسألُ مُحتاراً عن مكان امهِ ، التي لم يلقى لها اثراً بعدَ ان غطى الترابُ المُقَلِ، اطوفُ حولهم اتساءَلُ عن قولِهِم حَولي و عَني و ما وَجَدتُ الا ألسُناً بِحريرٍ لُفَّت لا بِشِوَكِ ؟! و لم اسمَع  مِن أفواهِهِم غيرَ القولِ المُنَمَقِ! فَعَجِبتُ لأَمرِنا مِن بَشَرِ نَظَلُ نرمِي بأحجارِ الكلامِ و الفِعلِ القَبيحِ الأقذَعِ ، و لما يُداري عَنا القِماشُ الموتى  و يَفصِلُ بيننا التُراب ننسى كل ما صارَ و ما كان ،  و لا نَذكُرُ الراحِلينَ بعدَ موتهم بِسُويعاتٍ قد لا تطولُ حتى لأيام إلا بِحُسنِ  المَلافِظ ِ و الكلام ، مُتجاهِلينَ - مُتغافِلينَ بل و ُمتناسِينَ حقيقةَ من قادَهُم لهذا المَنال ؟!  🍂🫧

 أَدمعٌ من عينيكَ ينزِلُ ام لؤلؤٌ مكنونWhere stories live. Discover now