أَدمعٌ من عينيكَ ينزِلُ ام لؤلؤٌ مكنون

25-

كَمَقطُوعِ الأطرافِ في هذهِ الحياةِ أمضِي ، مُهَشمٌ.. عَليلٌ.. مُحتَرِقٌ  لكِني مازِلتُ أمضِي و لو كُنتُ لِوَحدي. مَن أحاطَ بي مِن جِنسِ البشر أشعُرُ بأنظارِهِم تُحولُني الى رَماد او الى حديدٍ مُنصهِر. كأنِيَ الماضي السَحيق لهُم، يحادِثوني كأني ذكرياتُهمُ المَقيته ،  كأني قاتلٌ سفاحٌ أجرَمَ بِمَن تَهوى قُلوبُهُم و سَفكَ الدِماء!!  كأنهم الملائِكةُ المُنَزَلُونَ و انا مِن قاعِ الجَحيمِ المُستَعِرِ وُجِدت، و يا ليتَني كُنتُ حقاً مِن هُناك لأحرَقتَهُم بِنيراني التي تأبى الإنطِفاء و أُحَوِلَ غِطاءِ الخيرِ المُنَمقِ الذي يُحيطونَ بِهِ ارواحهُم السوداء الى عَدَم الى الاشيء، و سأرى كيفَ سَيغدونَ عُراةً مِن كُلِ ما يَستُرونَ  بِه بشاعَتَهم و لأسمَعَ ضَحِكاتَهُم المُبَهرَجة تَتَصيرُ الى نياحٍ و رِثاء ، لكني لستُ مِن قاعِ الجحيم و لا مِنَ الجَبابِرةِ الطُغاة فَكَتمتُ كُلَ ما أرجوا في ما تَبقى مِني و جَعلتُه في سُبات ،عسى أَن أُدفَنَ يوماً بَكُلِ ألَمي المُتكَدِسِ في روحي البالِيه و سأُشاهِدُ صَنيعَ الرَبِ بِهِم من السَماء و حينَها فَقَط سأضحكُ كثيراً حتى ابكي بكاءاً طويلاً كَمَن تَخَلصَ مِن كَربِهِ و فُتِحَت بِوجهِهِ ابوابُ السَماء، سأضحكُ كما لَم أَفعَل حينَ كُنتُ على قيدِ الحَياةِ الفانِيه و سيتردَدُ صدى ضِحكاتي كأهازِيجَ صاخِبة او لرُبما ستَتمَثلُ بِرُعودٍ تُنيرُ السماء تُعلِنُ عَن تَساقُطِ دُموعِي مع المَطَر...🫧🍃