29-

36 2 0
                                    

الى امي غاليتي و وريدُ حياتي

ما زِلتُ اذكُر...

ما زِلتُ اذكُر النَظرةَ الاولى و قُبلَةَ الجَبين.

ما زِلتُ اذكُر دِفئ ذِراعيكِ المُحيطةِ بالجَسَدِ الصغير.

ما زِلتُ اذكُر رؤيةَ اقدامِكِ امامي بينما اجلِسُ بينهما حتى تنتَهي من تَصفيفِ شَعري.

ما زِلتُ اذكُر مَلمَسَ انامِلِكِ فوق يديَ المُمسِكةِ للقَلم.

ما زِلتُ اذكُر تَشَكُلَ شَفتَيكِ عندما تُعلميني نُطقَ الحُروف.

ما زِلتُ اذكُر احضانَكِ و تَهويدَةَ ما قَبلَ النومِ الثَقيل.

ما زِلتُ اذكُر القِصصَ و الحَكايا ما قَبلَ مُنتَصفِ الليل، نبتدأُها بِواحِدة و ينتَهي الأمرُ مِنكِ بِسردِ ثَلاثةٍ او اربعة.

ما زِلتُ اذكُر طَعمَ اللُقمةِ مِن بينِ يديكِ، لَطالما كانَ لها طَعمٌ مُختَلِف، طَعمٌ فريدٌ لَن يَستطيعَ تِكرارهُ احد.

ما زِلتُ اذكُر رائحةَ عُنُقِكِ عندما أَهُمُ الى مُعانَقَتِك، مزيجاً من الحُبِ ، مِن الأمان، و قطراتٌ من زُهورِ الرَبيعِ المُلونة.

ما زِلتُ اذكُر ابتساماتٍ صغيرةٍ فَخورة و احتضاناً سريعاً قوياً و قبلةً فوقَ الشَعرِ عندما تَرينَ علامةً كاملةً في أوراقِ الاختبارات.

ما زِلتُ اذكُر المُحادثاتِ الصغيرة أثناءَ الجُلوسِ على الدَرَج، اثناءَ طَيِّكِ للملابسِ او نَشرِها، أثناء تَقطيعِ الخُضار و طبخِ الطعام.

و ما زِلتُ اذكُر تَفاصيلَكِ الصَغيرة، كيفَ تبتسمينَ و تَبكين، كيفَ تفرحينَ و تحزنين، كيفَ تَنهضينَ و تَجلسين، و اي لونٍ تُحبين ، و اي طَعامٍ جَعلتُكِ تَكرَهين.

و ما زِلتُ اذكُر أني كُنتُ أرى جناحانِ بيضاوانِ من ظَهرِكِ مُنبَثِقان، كبيرانِ لِدرجةِ انهما كانا يظللاني و يحجُبانِ الشمسَ عني، كما الملاكِ كُنتِ و ما زِلتِ.

كانَت و ما زالَت ابتسامَتُكِ تُشِعُ نوراً كأنها البدرُ في كَبِدِ السماء، و ان كان البَدرُ من الشَمسِ يأخُذُ نورَهُ فأنتِ البدرُ و الشَمسُ مُجتَمِعان.

و ما زِلتُ اذكُر تَفتُحَ الزهور و إنتشارَ عَبقِها في الأرجاء كأننا في بِداياتِ فَصلِ الصيف فقط لأنَكِ تبتَسِمين.

و ما زِلتُ اذكُر و سأظل اذكُر حتى تَبانَ علينا خيوطُ الصباح، و لن انتهي مِنَ الحفرِ في الذِكريات و سردِ المدحِ و تَنسيقِ الكلماتِ ما دُمتُ على هذه الحياة، و لو كان الامر بِيديَّ لَوَهبتُ لي حياةً اخرى يُصبِحُ فيها شُغليَ الشاغِل كِتابةَ الأشعارِ عنكِ يا كُلَ الحروفِ و الكَلِمات، و يا كل الألحانِ و الأُغنيات ، و يا كُلَ جميلٍ في هذهِ الحياة. لا اتمنى الا أن أكتُبَ إليكِ في كُلِ عام كَما كُلِ عام ، سَلمتِ و دُمتِ دوماً هنا.

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Mar 21, 2023 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

 أَدمعٌ من عينيكَ ينزِلُ ام لؤلؤٌ مكنونWhere stories live. Discover now