وجع [ 02 ]

7.7K 355 153
                                    


-- ↝※↜ --

"مفاجئة"

تجمدَ تايهيونغ في مكانه عاجزًا عن الحركة وشحبت بشرته ، حاول أن يرمش لكن عينيه خانتاه. كان في صدمة عارمة حتى تنفسه كاد أن يتوقف

كيف يمكن لوالده أن يكون في المنزل ؟

لماذا لم تكن السيارة بالخارج ؟

هل يعقل أنه لم يلمحها !

يستحيل لقد تفحص المكان جيدًا !

" أ. أ . أ.أبـ..أبـي"

بعد فترة بالكاد خرجت هذه الكلمة المهزوزة من فمه ، همسة خافتة تحمل في طيات اهتزازها رعب الفتى ووجله !

كان والده يخطو نحوه ببطء ومع كل خطوة يخطوها للأمام ، كان تايهيونغ يتراجع خطوة إلى الوراء ، عالمًا وموقنًا أن الآتي لن يكون محادثة سعيدة بين أبٍ وابنه !

لم يكن الغضب يعتلي ملامح والده بل على النقيض كانَت الابتسامة الواسعة تزين ثغره

لماذا يبتسم ؟

كانت أفكار تايهيونغ تهاجمه بشراسة مؤكدة له أن هذا الأمر نهايته لن تكون على خير

حسنًا قد تتساءلون ما وجه الغرابة
في ابتسامة والد لابنه ! الحقيقة أن تايهيونغ نادرًا ما يرى والده مبتسمًا و للأسف هذه الابتسامة تعني أن والده وجدَ سببًا لتعنيفه وإبراحه ضربًا !

ليس وكأنه يحتاج عذرًا أو مسببًا لذلك ولكنه
أكثر إمتاعًا له وأكثر وجعًا لـ تاي فما سيتلقاه جسده من تنكيل سيكون أشد من المعتاد !

"أهلًا بني عديم الفائدة "

تقدم والد تاي خطوة أخرى ببطءٍ تجاهه ومثلما حصل من قبل تراجع هو خطوة للخلف ، كان الأمر يبدو كما لو أن والده يمنحه فرصة الفرار والابتعاد والنجاة إن استطاع ، ولكن أين المفر وليس له ملجأ أو ملاذ أو من يذود ويدفع عنه تعسف من يُفترض به أن يكون هو الملجأ والملاذ والسند وموطن الأمان !

إنْ هرب فلا صدر يحتويه ولا مُعْتَّصَم يؤويه إلا جيمين وهو ليس هنا !

بملامحه الباهتة وأنفاسه المتثاقلة وجسده الناحل وروحه المتهالكة التصق ظهره بالجدار الخرساني معيدًا إياه من وحل أفكاره التي كانت تبتلعه ، تركَ حقيبة ظهره تنزلق عن كتفه لتسقط لتجد مكانها على الأرض ،

سحبَ نفسًا عميقًا ليشعر بعدها بأنفاسه تضيق وتقل واختناق يعتصر صدره بعدَ أن قبضت يد والده على رقبته يعتصرها بغلظة وقسوة جاذبًا إياه نحوه ، صرخ تايهيونغ صرخةً مكتومة بألم ومقلتاه تلتقي بمقلتي والده التي تبرأ منها الحنان ونبذتها مشاعر الأبوة !

INNOCENTDonde viven las historias. Descúbrelo ahora