القبض عليه [05]

6.4K 297 156
                                    



-- ↝※↜ --

"كان عيد ميلاده ، كان سيبلغ العاشرة اليوم"

ما حدث سابقًا وصرخات كاي المكلومة لم يغادر رأس تايهيونغ ، الرعب يملأ أحشائه وينخر في دواخله لدرجة كتم صوته خوفًا أن يصدر منه همسة قد تثير سخطهم عليه ، هم لم تهتز جنانهم لأخذ روح طفلٍ وسلبه حياته وترويعه قبل ذلك ، فهل ستغشى الرحمة قلوبهم لأجله ! 

كان لازالَ يلتحف الأرض ، دموعه كلما جفت عادت وصبت من جديد كمطرٍ منهمر يأبى التوقف ، مضى الوقت دون أن يحس به ولم يعلم كم مضى منه ..  

"لماذا أنا ؟ لما السوء يحيط بي دومًا ؟ هاه ماذا فعلت لأستحق كل هذا ؟ لماذا؟ لماذا؟ لماذا؟ لماذا؟ "

كان يهمس بكلماته بينما يضرب رأسه بركبتيه ويشد شعره يكتم صرخاته بإحباط غير مدرك أن هناكَ أعين لم تغفل عن مراقبة كل تحركاته ..

-- ↝※↜ --

دار الليل دورته و تايهيونغ  في مكانه على ذات الوضع لم يأتِ بحركةٍ أو يرفع رأسه أو يوقف انسكاب أدمعه ..

~ إلى كم من الوقت ستنتظر ليأتي شخص ما لإنقاذك ؟ لماذا تحتاج إلى منقذ ؟ أليس بمقدورك أن تساعد نفسك ولو لمرةٍ واحدة ؟ لمرةٍ واحدة قاوم وأخرج نفسك مما أنتَ فيه ، دافع عن ذاتك وأنجد كيانك ~

كان صوتًا داخله يؤنبه على خضوعه وعدم صده لمن يؤذيه وانتظاره منقذَا ما - لم يأتِ يومًا ولن يأتِ - لينتشله من آلامه وحياته البائسة ، متغافلا ألا منقذ لنفسك إلا ذاتك ! لن يعيد ترميم حطامك إلا بنانك !
لن يقيمك من عثرتك إلا يديك !

شعور الانكسار جعله يستصغر ذاته ، كسرُ والده له لسنين زلزل كيانه ، مقاومته الشرسة في البدايات لاقت التنكيل ، سطوة والده وتقريعه وتعسفه أرهقته ،
جسده ناله الإعياء وروحه همدت لثقل توجعها

"هذا صحيح ! حقًا .. كم ستمكث مترقبًا أن ينقذك شخصٌ  آخر ؟ في البداية كان جيمين ثم تبعه بيكهيون ! و الآن ؟ ماذا عن الآن ؟"

كان يحاور نفسه ثم رفع رأسه ، ملامحه رغم إجهاده وعنته كانت آسرة وفاتنة ، أنفه يغشاه الاحمرار لشدة بكائه ووجنتيه ملطختان بالدموع التي جفت مجاريها ، أطلقَ أنفاسًا مهتزة ..

INNOCENTWhere stories live. Discover now