أُهرب [ 04 ]

6.6K 320 233
                                    


-- ↝※↜ --

توقفت السيارة وأخيرًا ، فُتح الباب وشعرَ تايهيونغ بذراعه يكاد ينتزع من مكانه للطريقة القاسية التي تم سحبه بها ، تم دفعه بغلظة فتعثر وسقطَ لتحتضنه الرمال الدافئة التي شعر بها تحته ، يديه لم تكن مقيدة لذا سارعَ بنزعِ العصابة التي تحيط عينيه ، تلفت حوله مستكشفًا المكان

صحراء؟

بحرٌ لا متناهي من الرمال على مد بصره ،

استجمعَ قواه وأسند نفسه ليقف مواجهًا خاطفه ، كانا الوحيدين الواقفين في هذا المكان الساكن بالهدوء والصمت ..

تلاقت أعين الصغير بتلك العيون المظلمة التي يعتنق وجه صاحبها قناعٌ يخفي ملامحه، 

قشعريرة ٌباردة احتلت جسد الصبي وشعور ٌبعدم الارتياح استوطنَ وجدانه ، ورجفة قلبه استحلت كيانه ، كان على وشك النطق بشيءٍ ما ، ربما مستفسراً عما يحدث أو ما سيحدث وقبل أن ينطق بما يعتمل بداخله  سمعَ من أمامه ينطق ..

"اُهرب"

ظن أن سمعه خدعه وفهمه خانه

"ماذا ؟"

تساءل تايهيونغ بتعجب ليتأكد مما سمعه لكنَّ الندمَ سرعان ما زاره عندما اقترب الشخص المقنعَ خطوة منه وقبض على ذراعه بخشونة قائلًا بوضوح ومشددًا على كل حرفٍ ينطق به

" اُ.هـ.ر.ب ، لن أطاردك ولكن إذا رأيتك سوف أقـت .... "

لم يسمح له تايهيونغ بإكمال جملته فسرعان ما انطلقَ وركض بسرعة منقذًا لحياته ، ولكن إلى أين يمكن أن يذهب ، وأيُ مكانٍ قد يخفيه ، فكلُ ما يحيطُ به هو الفضاء الشاسع من الرمال وأرضٌ خالية من أي مكانٍ يصلح للاختباء ، لكنه ركض بأقصى قوة يسمح بها جسده المنهك وساقيه المرتجفتين ..

لاحت ابتسامة على ثغر الغرابي مراقبًا الأسمر يركض محاولًا النجاة بحياته

~ هو حقًا يرغب بالعيش ~

هذا ما فكرَ فيه قبلَ أن يستدير إلى السيارة ليفتح بابها منحنيًا ليلتقط البندقية في يده . انتظر لمدة 15 دقيقة مراقبًا الأسمر الذي لم يتوقف لمرةً واحدة رغم تعثره وسقوطه عدة مرات إلا أنه سرعان ما يقف مجددًا متابعًا ركضه

أصبحت المسافة شاسعة بين صاحب الشعر الغرابي وبين الفتى ولكن لا يزال بإمكانه رؤيته ورصده  ويبدو أن الملل وجدَ طريقه إلى نفس الغرابي لذا حمل البندقية في يده ووجهها نحو الصبي ، أخذ وقته في الحصول على تصويب مثالي ناحية الصبي من نقطة تحديد الهدف في البندقية ثم قام بالإطلاق

INNOCENTWhere stories live. Discover now