|31|:Laykan?!

1.2K 73 9
                                    


الفصل الوَاحِد والثّلاثون:

لايكَان.

~


تفَاقمَت الأفكارُ في رأسهَا وحاولَ دماغُهَا البحثَ عن مخرجٍ منَ الوضعِ الذّي تعانيه.

- ما الذي يحصُلُ لي؟ بحقّ السماء من أينَ يأتي هذا الألمُ الحارق؟!  ألڨيرَا لما جسدِي يحترِقُ هكذا؟وكأنّنِي غارِقةٌ في بحيرةٍ مِنَ الحمَم، أجيبِي!

صرخَت بألم وتدفّقت دموعهَا المكبوتَة، حينَها تكلّمت ألڨيرَا بصوتٍ ضعيفٍ لأنّ الألمٍ يفتِكُ بهَا  هيَ الأخرى:

«لا يمكِنُنِي إخبارُكِ بنفسِي،  ستَارك سيُساعِدك». ثمّ اختفَى صوتُها وبقيَت أستِل تصارِع الألمَ بمفردِها.

- سبينَا أخبرنِي ما الذِي يحدُثُ معي؟

- لستُ متأكدًا ولكِن إن كانَ ما أظنّه صحيحًا فلا يمكِننِي مساعدتُك أيضًا.

عضّت أستِل على شفتيهَا وجسَدهَا يتلوّى منَ الألمِ، صارعَت للوقوف ثمّ مدّت يدهَا نحوَ الشّخصِ الذِي كانَ يحتضنُها وسحبَت شعرهُ بوهنٍ وعلا صراخُهَا:

«ستارك أيّها الفاسِق!»

تفاقمَ شعورهَا بالدّوارِ والألمِ فتعلّقت بجسدِه ليهمِسَ بنبرةٍ معتذِرة مرّةً أخرَى: «آسفٌ».

ثمّ حملهَا بينَ ذراعيهِ لتتشبّثَ بهِ أكثَر وتدفِنَ وجههَا في رقَبتِه.

أدرَكت أن الألمَ يخفُت بقربِه لذا أحاطَت رقبَتَه بذرَاعيهَا، تصلّب جسدَه حينَ قبّلت جلدهُ الشاحبَ وسارَعَ خطواتِهِ ثمّ سألَها عن مكانِ حوضِ الاستِحمَام لتجيبَهُ بعدَ أن تركَت قبلةً أخرى: «البابُ الآخر».

لم ينتظِر، بل ركلَ البابَ متّجهًا نحوَ حوضِ الاستحمامِ ليملأهُ بالماءِ البارِد ويضَعهَا فيه. كانَ على وشكِ الخروجِ ولكنّهَا أمسكَت يدَه وصوتُهَا متقطّعُ بسببِ الألم:«لا تذهَب ..».

«لن أفعَل سأبحثُ عن مكعّباتِ جليدِ لتبريدِ جسدِك فالماءُ لا يَكفي لذلِك». لم تستمِع لشيءٍ غيرَ عقلِها فسحبَت جسدَه أكثرَ ليسقطَ فِي الحوضِ قائلة:
«ولكنّي أريدُ بقاءَك، هذا الألم الفضيع بسببِكَ صحِيح؟»

تنهّدَ ستارك بقلةٍ حيلة، ثمّ حملَ جسَدهَا المشتعِلَ وأجلسهَا في حضنهِ ثمّ ضمّ جسَدها إلَيه:«آسفٍ لأنّكِ تمُرّينَ بهذَا بسبَبِ شربِكِ لدمِي».

ثمّ قبّلَ رقبَتهَا قبُلاتٍ متقطّعةٍ جعلَتهَا ترتجِفُ وأبقَى وجهَهُ مدفونًا لبعضِ الوَقت، وكانَ الأمرَ فاعّلا لتهدئَتِها، ثمّ أردفَ بعدَ ذلِك:« دمائِي جعلَت من ذئبةٍ تسكُن  داخِلك ويبدُو أنّ لسيلين يدًا في ذلِك».

أمسكَت أستل مِعصمَه بإحكامٍ لقمعِ الموجةٍ القادمةِ ولكِن انفلَتت منهَا صرخةُ ألم لتُردِف:

|The Stone | ~ الحجر : ساحرة القمرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن