|33|:the promise.

1K 58 21
                                    

أرقصِي يا نَارُ ليصلَ صوتُ الحِرمان..
فليحترِقِ الظلمُ فِي وكرِ حاقِدٍ فلا يُخمِدنّ قلبَهُ إنسَان..

***

إستعادَت أستل وعيهَا وارتجفَت رموشُها ببُطء، انتابتهَا قشعرِيرَةٌ شدِيدَة امتدّت على طولِ ساقيهَا وجعلتهَا الأرضيّةُ الصلبَةُ أسوَء، دعَمَت جسدَهَا ثمّ رفَعَت رأسهَا للأعلى لتلمَحَ هادِيس جالسًا بشموخٍ على عرشِهِ الأسوَد، وبِجانِبِ قدميهِ يرقُدُ سيربرُوس.

عبسَت قلِيلا ثمّ استقَامَت متّجهَةً نحوَه، اهتزَت أذنَا الرأسِ الأوسطِ وزمجَرَ الرأسانِ الآخرَانِ بعدَاء وسُرعَانَ ما مدّ هادِيس يدَهُ وربّتَ على الكابِ الغاضِبِ ليهدَأ، واتّجهَ بصرُهُ نحوَ أستل.

امتلأت عيناهُ بالاشمِئزاز، وقَد لاحظَت ذلِكَ ليزدَادَ عبوسهَا أكثَر، غيرَ أنّهَا كسرَتِ الصّمتَ بقولِهَا:

- ما الذّي قَد يدفَعُ سيّدَ الجحِيمِ المُبجّلِ لإحضَارِي إلى هنَا وبتلكَ الطّريقةِ الرّاقيَة؟

لَم تخفَ السّخرِيةُ فِي صوتِهَا عنهُ لذَا ابتسمَ بنَشوَة، وصمَتَ طويلاً ليزيدَهَا غضبًا. إستنزَفتهَا الطّاقةُ السلبيّةُ مِن حولِهَا فأحاطَت نفسهَا بحاجزٍ واقترَبَت مِنه باستياءِ وازدَادَ شحُوبُهَا:

«أنت لا تخطّطُ لقتلِي هنَا صحِيح، وإلا ما هدَفكَ مِن تحريرِ كلٍ هذِهِ الطّاقةِ المشؤُومَة؟ بقدرِ ما أنَا قويّةٌ هناكَ حدّ لِقدرتِي على التّطهِير»

ثمّ تابعَت لعلّهُ يقولُ شيئًا فليسَ فِي صالِحهَا أن تهاجِمَ الذّئبَ فِي وكرِه:«إن مِتّ هُنَا فسَتكُونَ العواقِبُ وخِيمَة!»

ارتَفعَ صدَى قهقهتِهِ الصّاخبةِ ونظرَ إليهَا بسخريَة:«وهَل تظنّينَ أنّنِي أهتَم لمَا يحدُثُ فِي الأعلى؟»

كبحَت جمَاحَ غضبِهَا وحدّثتهُ ببرُودةٍ مُمَاثِلة:

- ألا تخشَى أن يتسبّبَ دمارُ بيرسُوديَا فِي حربٍ أخرَى؟أخَالُ أنّكَ خضتَ فِي الصّراعِ المنسِي وربّمَا كنتَ شاهدًا على الحربِ المقدّسةِ الأولى.

«لستِ هنَا لأجيبَكِ على أسئلتِك، ولا أهتَمّ إن عادَت بيرسُوديَا أو تدمّرت، سأكونُ أسعَد إن اختفَت تلكَ السلالَةُ المقرِفةُ مِنَ الوجُود لأنّهَا أصبحَت مُلطّخةً بالعَار!»

أدركَت أستل أنّهَا لَن تخرُجَ مِنَ الطّبقةِ السّابعةِ بتلكَ السهولَة، وقرّرَت أن تتحدّثَ بحريّة، ففِي أسوءِ الأحوالِ قَد تموتُ وأقلّهَا أن تحتجزَ روحهَا فِي قبضتِه.

«لا أفهَمُ لمَا تفعلُ كلّ هذَا، يفترَضُ أن تكُونَ أكثرَ مَن يفهمُ الحبّ وألَمَه، لكنّي لا أفهَم كرَاهيَتَك».

|The Stone | ~ الحجر : ساحرة القمرWhere stories live. Discover now