|41|Memories..

506 25 9
                                    

ما بينَ الكراهِيةِ والحُبّ خيطٌ أرفعُ مِن شعرَة..

***

الفصل الحادِي والأربعون:
ذِكريات.

«دافِئ..إنّه دفءٌ غرِيبٌ يتجمّع معًا ليغلّف جسَدِي»

حلّقت الرّوح كمَا لَو كَانت زهرةَ هندبَاءٍ شتّتتها الرّياح.

«أينَ أنَا؟»
كمَا لوكَانت فراشةً محتجزَةً فِي شرنقَة تكوّت حولَ نفسهَا فِي وضعيّة الجنِين عادَ وعيُهَا تدرِيجيًا بعدَ أن استمَعت للأصواتِ فِي الخارِج.

فتحَت عينيهَا فصدِمت مِن وضعِها، كانَ جسدُهَا شفّافًا كطَيف، لَم تتذكّر كيف ومتَى أصبحَت هكذَا ولكنّ هلعهَا لَم يستمِرّ طوِيلاً حينَ وقعَت عينَاها على الشّخصينِ في الأسفَل لتدرِكَ أنّها فِي مكانٍ مشؤومٍ وسودَاوِي، لَم تسطِع رؤيةَ ملامِحِهما ولكنّها واثقةً مِن بنيةِ جسديهِما أنّ أحدهُما رجلٌ والآخر امرأة.

«هَل أعتبِرُ صفقتَنَا سارِيةً إذَن؟»

- أجل، ستحتاجُ إلى ساحِرةٍ قويّةٍ لتحمِلَ خلِيفتَك وسأتطوّع لهذِهِ الخدمَة، فِي المُقابِل عليكَ أن تمنحنِي طلبِي.

«أنتِ جريئَةٌ لتطلبِي منّي شيئًا ولكنّ الأمرَ يرُوقنِي، فلتستعدّي، فبدءً مِن هذِه اللّيلة سنبدَأ الطّقُوس».

- لَن أطلبَ مِنكَ أن تكُونَ لطِيفًا لأنّكَ لن تفعَل، لءَا على الأقلّ آملُ أن تحترِم رغبَاتِي.

قهقهَ الرّجلُ بصخِبٍ وأمسكَ ذقنهَا ثمّ خلعَ القبّعةَ لتسقطَ خصلاتُ شعرٍ شديدةُ السّواد ثمّ رفعَ رأسهَ نحوهُ ناظرًا نحوَ عينيهَا الرّمادِيتَين:

«لَن يكُونَ هُناكَ شيءٌ أكثرُ متعةً لِي مِن تدنِيسٍ كائِنٍ سمَاوي-سَابِق- ربّمَا سأحتفِظُ بكِ إن نجوتِي بعدَ ولادةِ خليفتِي».

- تبدُو واثقًا جدّا مِن مَوتِي ألستَ كذلِك؟

إبتسمَت باستِمتاعٍ ثمّ تابعَت:«لا تأمَل، فأنَا شعلةُ حقدٍ لاتنطفِئ ولا يمكنِ أن أمُوتَ قبلَ أن آخذَ بثأرِي».

«إنّهَا الليلَة العَاشِرة والأخِيرَة، والأصعبُ بينهُن».

قالَ بسخرِيةٍ بعدَ أن لاحظَ إرهاقَها، ثمّ لفّهَا ببَطّانِية وحمَلهَا نحوَ دائِرةٍ سحرّيةٍ ضخمَة محاطةٍ بالشّمُوع، كانَ قَد أعدّهَا للطّقٌوس.

ثمّ طفقَ يكرّر طلاسِمَ غرِيبةً حتّى ظهَرت شيطانةٌ مِن الفرَاغ وقَد بدَى عليهَا الانزِعاج.

|The Stone | ~ الحجر : ساحرة القمرWhere stories live. Discover now