|ch35|: Ash.. Freedom

790 55 13
                                    

كانَ عزائِي حفنَةَ ذكرَيات..
ولِكنّي سجِنتُ فِي كفنِ المقدّسات..
فأصبحتُ تائهًا غرِيقًا..

***

الفَصل الخَامِسُ والثّلاثُون: رَمَاد..حُرّيّة.

إختَفتِ الشّمس، ولكنّهَا ترَكَت خلفَهَا وهجًا برتقَاليًا كئِيبًا صبغَت بهِ السّحابَ فِي مشهدٍ فَاتِن، غلّفَ ذلِكَ السّكونُ الغرِيبُ المنزِلَ المُوحِش بعدَ رحِيلِ أصحابِهِ إلّا واحِدًا.

كانَت أستل مُستلقِيةً على السّرِيرِ لليومِ الثّانِي، بعدَ أن استنفَشَت كامِلَ قوّتِهَا تقرِيبًا، أمّا ستَارك فكَانَ واقِفًا بِجوارِ النّافِذَة يراقِبُ الخَارجَ بهدوءٍ في انتِظارِ استيقَاظِهَا وبَالهُ مَشغولٌ بالتّفكِير فِي أمرٍ مَا.

تجعّدَ جبينُهَا معبّرًا عَن مدَى سوءٍ مَا تحلُمُ بِه، وتشكّلت قطراتٌ عرقٍ على جَبينِهَا، شهقَت إستفَاقَت بِهلعٍ ثمّ شهَقَت بقوّةٍ وأخذَت تتنفّسُ بوتِيرةٍ متسَارِعَة.

إرتجَفَ جسدهَا وتكرّرَ المشهدُ الضبَابِيّ مِن ذاكِرتِها، استعَادَت حوَايهَا بِبطء وتردّدَت الجملَة الأخِيرَة التّي سمِعتهَا قبلَ أن تستيقِظَ عميقًا فِي رأسِهَا:
«سيعُود، وحتّى موعِدِ عودتِهِ فلتجهّزُو القربَان».

هدَأ تنفّسهَا ومرّرَت يدهَا على جبِينِها لتبعِد شعرِهَا الملتصِقَ بسببِ العَرق، رفَعت بصرهَا بعدَ أن لاخظَت وجُودَ ستَارك.

لاحظَت القلَق فِي عينيهِ وتردّدَهُ في السّؤالِ عمّا حدثَ فأدرَكَت أنّ ردودَ أفعالِهَا كَانَت عنِيفَة، رغمَ أنّهَا نفسَهَا لا تملِكُ تفسيرًا لتجِيبَه عدَا عن كونِهِ كابوسًا حيّا بشكلٍ مرِيبٍ يجعلُهُ أقربَ لرُؤيَا أو نبُوءَة.
إبتسَمَت لطَمئَنتِه ووقعَت عينَاها على الفستانِ الأسودِ الذّي كَانَت ترتدِيه فاضطَرجَ وجهُهَا حمرةً مِنَ الإحرَاج، ولكنّهَا لَم تصرُخ فِي وجهِهِ على غيرِ المعتادِ لأنّهُ بدَى فِي حالٍ شنِيعَة، ولا بدّ أنّ جسدَهَا تضرّرَ بعدَ آخرِ قِتال.

إستمرّ الصمتُ الخانِقُ لبرهَة حتّى أنهاهُ ستَارك بقولِه:«هَل كلّ شيءٍ بخَير؟»

«بلَى، حدثَت بعضُ الأمُور ولكِن عثَرتُ على الحجرِ والكَأس وكلَاهُمَا فِي مخزَنِي».

إسترخَت ملامِحهُ معبّرةً عنِ ارتياحِه بالرّغمِ أنّهُ غيرُ متأكّدٍ بشأنِ'بعضِ الأمور' التّي قرّرَت تجَاهُلهَا.

- لَن أسألكِ عمّا حصَل في المتَاهةِ أو أثناءَ نومِك أو حتّى لمَا كانَ عليكِ منحُ التّحكّمِ في جسدِكِ لألفِيرَا بالإجبَار ولكنّي سأطلبُ منكِ محاولةَ عدمَ التعرّضِ للأذَى.

|The Stone | ~ الحجر : ساحرة القمرWhere stories live. Discover now