بارت 9♡

1.1K 104 46
                                    

غادرَ كيڨن بعدما اطمئنَ على فتاتِه..

فلورا وهي جالسة في معقدِ الحديقة بعد أن ودّعت كيڨن

"يا إلهي ماهذهِ النعمة العظيمة التي أرسلتها إلي.. لم أتخيّل يوماً أنّ اللورد كيڨن بجلالتهِ ومكانتهِ العالية أن يهتم بي أو يساعدني ولكن الدّهشة أنّهُ بهذا اللُّطفِ والمرح.. لم أتخيّل يوماً أنّ رجُلاً صارِماً يُرعِبُ المُخالفين للقانون بنظرةٍ حادّة من عينيه أن يحمِل نظرة الوّد والمشاعر الصادقة بهذهِ السُهولة ولفتاةٍ مثلي!
لم أتصور أنّه سيُحادِثُني يوماً.. ولكنّ الوضع تفاقم لأن يُطلق عليّ لقباً خاصاً به "

احمّرت وجنتا فلورا وهي تتذكرُ طريقتهُ في نُطق كلمة" زهرتي" لم تأُخد بالاً لاسمها من قبل أو تُفكر هل تُحِبُهُ أم لا!
ولكن بعد مناداةِ اللورد لها بزهرتي كلقبٍ من خلال معنى اسمها.. بدأت تهتمُ وبِشدّة ولكن لما يُعامِلُها بتلك الطريقة؟

هي فتاةٌ فقيرة.. كغيرِها من الفتيات البائسات لايصلُحُ لها سوى الشفقة..

وهُناك العديدُ من الفتيات الراقيات اللواتي يحلُمن بنظرةٍ منه أو حتى كلمة تدُّل على اهتمامِهِ بِهُن...

لكن أن تحظى بِكُّل هذا اللُّطف والاهتمام منه أمرٌ غريب وموقِعُ سُؤالِها الدّائم.. إنّ تصرُفاتِه ونظرة الدفء في عينيه يوقِعان بقلبِها الذي لم يعتدِ العطف أبداً..تخافُ أن تعتاد حنانهُ ليذهب بعيداً تارِكاً إيّاها في مهبِ الرّياحِ من جديد

عاهدت نفسها ألّا تطمع بهِ ففي النهاية لامُستقبل لهُما سويّاً.. فهي تُدرِكُ مكانتهُ جيداً ولابُّد أنّ كُلّ مايُقدّمه لها بغرض الشفقة لا أكثر فمن هي لِتُصبِح شيئاً مُهِماً في مُستقبله!

"حياة فلورا والوسط الذي عاشت فيه علّماها أنّ أشخاصاً مثلهم لن يضحك القدر في وجهِهم أبداً، ومهما حلّقت السعادة بجناحيها أمامهُم.. فلابُّد أن تطير يوماً ما كما أتت وسيصعُب على قلبِها التّحمل فستُروِضُهُ من الآن وتدفُن مشاعِره لترميّها في زاوية النسيان لاحِقاً "

_______________________________

تستلقي إيزابيل على سريرِها المُريح المُزين بأربعة أعمدة كريستالية على الجوانِب تمتدُّ منها ستةُ ستائِر من الدانتيل اللّامِع.. تُغطي السرير ملاءة فضيّة و وسادات زرقاء كما لونُ الستائِر واللُّحاف

لطالما تخيّلت إيزابيل القصور والأثاث الفخم في أحلامِ يقظتِها.. ولكنّها لم تتخيّل أبداً أن تنام عليها يوماً وحتى الآن تشعُرُ أنّها في حُلمٍ طويل الأمد
تخيّلت كيف يُفتنُ الأمير بفتاةٍ جميلة ويقعُ في شِباكِها كثيراً، قرأت ذلك في الروايات التي كانت رفيق وحدتِها الدّائم فهي لا تملُك أصدقاء أبداً حتى شقيقتُها جيانا لم تُبادِلها الحديث إلا غالباً.. كانتا تتشاجران باستمرار واختلافُ شخصيتيهِما خلق هذا التباعُد بينهُما...
فِقدانُها لأبيها جعل ثقتها بنفسِها ضعيفة.. هشة أمام الكلام الجميل والحنان الصّادق.. يصعُب عليها تقبُّلُ عطفِ أحدٍ ما بسهولة فهي لم تعتد ذلك مُطلّقاً وهذا مادفع قلبها للتّعلُق بالمملكة وسُكانِها بالرُّغم من عدمِ معرفتِها إلا لشخصينِ منها ولكن حدسُها يُخبِرُها أنّ الأغلبية لُطفاء وطيبي القلب كما كريسي وبينكي..

مملكةُ الكريستال Donde viven las historias. Descúbrelo ahora