بارت 10♡

1.1K 112 26
                                    


مرّت ثلاثة أسابيع على تواجُد إيزابيل في منزل كريسي.. في هذهِ المُدّة تعلّمت الكثير من خبايا المملكة بواسطةِ الكُتب التي قدّمتها إليها انحصرت جولاتُها على الحديقة وزيارة بينكي فقط ولكنّها كانت تملأُ وقتها بالقراءةِ والرّسم وتعلّم الطبخ أيضاً...

تُشرِقُ شمسُ صباحٍ جديد في مملكة الكريستال لتُضاء الأرضُ بِقوّة أشعتِها ودِفئها وهاهي فتاتنا الجميلة إيزابيل تمسحُ عينيها الناعستين لتستقيظ بنشاطٍ لم تعتدهُ إلا هُنا.. كُلُّ شيءٍ في المملكة جميل.. وجعلها تتعلَّقُ به بشدّة..

نهضت كالعادة لتغسِل وجهها وتُمشِط خُصلاتِ شعرها الذهبية..
الشمسُ مُشرقة.. نورُها القوي منح خُصلاتها الذهبيّة لون الذّهب الصّافي..
تسرُحُ بعيداً تارِكةً العنان لخيالِها الجامح كعادتِها..
من ينظرُ إليها من بعيدٍ يُفتن..
فتاة كالحورية..بشعر ذهبي برّاق وعيون زرقاء لامعة
تجلُسُ على كُرسي فاخر مُقابِل النّافذة الطويلة ذاتُ الزّجاج الكريستالي الذي يعكُسُ صورتها العميقة
من لايقعُ في شباكِها عند رؤيةِ انعكاسِها على الكريستال حتى؟
لم تُفكِر يوماً أنّها تمتلِكُ جاذبيّة كأيِّ أُنثى..
لم تُفكر يوماً أنّ لديها جمالاً يُميزُها..
باختصار لأنّها لم تشهد شخصاً مُهتماً ويُظهِرُ ذلك بصدق..
لم تشهد شخصاً حنوناً عطوفاً يُبرزُ القليل من الصدق تجاهها..
أُمٌّ تعملُ طوالَ النّهار لتوفير حياة كريمة لابنتيها..
أخت مُختلفة عنها كُلياً.. نادراً ماتُشارِكُها اهتماماتِها..
أبٌ فقيد منذُ صِغرِها..
دون أصدقاء حتّى..
من أحسّ بها؟ من عوّض النقص والفراغ في حياتِها؟
من أغدقها يوماً بالاهتمام التي تتمناه؟
هي فقط كانت بحاجةٍ لذلك لتكون قوية الشخصية وقادرة على تقبُّل اهتمام أي أحد بها للدرجة التي تمنحُهُ الثقة..
ولكن..
هُنا في هذهِ المملكة التمست الكثير من حاجاتِها
أحسّت أنّها ملاذُها الآمن..
فأخذت عهداً على نفسها أن تُحاوِل لأجلِ شعبِها..
هي المُنقذة.. لايهم أنّها لاتعلمُ كيف أو لِمَ!
ولكن لحظات السعادة والدفء التي غمرت قلبها تستحقُ أن ترُّدها بامتنان.. لن تُخيب ظنّ كريسي وستفعل ما بوِسعِها...

تناولت الفطور مع كريسي في الحديقة بناءاً على طلبِها..
كسى الجمود ملامِح كريسي فجأة فتعجّبت إيزابيل..
"منذُ عودتِها من عند بينكي البارحة وهي تبدو كئيبةً كغيرِ العادة
ماذا حلّ بكريسي البشوشة ذات الابتسامة العذبة؟"
لم تتردّد في سُؤالِها..
مدت إيزابيل يدها لتُعانِق كف كريسي ثُمّ تحدّثت بنبرةٍ مِلؤُها الحنان.:
مابك؟ ما الذي يُؤرَقُ فكركِ هكذا.. لن أعتد الفطور من دونِ إشراقة ابتسامتك الشغوفة!

كريسي بجمود: عزيزتي إيزابيل.. لا أستطيع تقبُّل الفكرة ولكن عليّ أن أقول لك..
أخبَرتكِ بينكي عن الطريقة التي ستذهبين فيها إلى عاصمةِ المملكة صحيح..
_تنهدت بثقل واضح ثُمّ أكملت_
لقد اعتدتُك بِقُربي.. انتظرتُك هُنا عامين..
كنتُ وحيدةً أغلب أوقاتي فابني يُطيلُ السفر برفقة الدوق والجنرال أيضاً..
لتأتي كما المطر الذي أنعشَ صحراء قلبي..
أزهرت ملامحي وإبتسامتي بعفويتكِ ولُطفك..
ببرائتكِ وحنانك الغامر...
كيفَ سأعتادُ يومي بدونك؟
لقد مرت ثلاثةُ أسابيع عهدتُها لحظات سعادة أبديّة
لكنّها ستتلاشى بذهابِكِ قريباً...
فغداً صباحاً عليكِ السفر إلى مدينة كريستال برفقة ابن بينكي جاك
ثُمّ اختتمت حديثها بخيبة واضِحها على قسمات وجهِها التعيس.. أحنت رأسها وأمالت النّظر عنها

مملكةُ الكريستال Tempat cerita menjadi hidup. Temukan sekarang