الجزء الثاني - الفصل الثالث

2.1K 213 32
                                    

الفصل الثالث
بقلم عبدالرحمن الرداد
*************************************
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «مَنْ قَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ في يومٍ مِائَةَ مَرَّةٍ حُطَّتْ عَنْهُ خَطَايَاهُ وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ».
*************************************
كان يجلس في مكتب والده ويضع قدمًا فوق الأخرى، كان يعبر عن مدى غضبه بنفثه لدخان سيجارته بقوة، في تلك اللحظة دلف والده إلى المكتب ليقول بتعجب:
- مالك يا سليم؟ جايبني من الفندق على ملى وشي ليه؟
نهض من مكانه بغضب وضغط على أسنانه قائلًا:
- أنا مش هفضل نايم واسيب اللي اسمه إلياس ده يتنفس ويعيش حياته، ده زي ما يكون ما صدق، بنى الشركة من أول وجديد واشترى عربية أنا نفسي مش راكب زيها ولامم سما وكرم حواليه ده غير مريم وهاني اللي بيدافعوا عنه وبيحبوه زي ما يكون ساحرلهم، الباشا جيه علشان يكش كله في جيبه، اقسم بالله ما هستنى تاني، الواد ده لازم يموت، مابقاش سليم جمال مرجان إن ما قطعت نفسه من الدنيا
توقف «جمال» أمامه ليقول بنبرة حادة:
- متبقاش غبي ومتسرع وتضيع نفسك، هنعمل اللي إحنا عايزينه لكن في الوقت المناسب
رفع أحد حاجبيه ليقول بسخرية:
- وقت مناسب ولا مستني أوامر مرزوق باشا؟ أنا مبستناش أوامر من حد وموضوع إلياس ده أنا اللي هخلصه
ترك المكتب ورحل بغضب بينما أسرع «جمال» إلى هاتفه وقام بمهاتفة شقيقة وما إن أجاب على مكالمته حتى قال:
- الحقني يا مرزوق، سليم عايز يقتل إلياس
ابتسم ابتسامة هادئة وردد على الفور:
- تمام اقفل أنت أنا هتصرف
انهى المكالمة ونظر إلى الذي كان يجلس أمامه وردد بمكر:
- سليم ده أغبى كائن على وجه الأرض، طالع لأبوه اللي فاكر لما يكلمني هجري ألحقه وأعقله، غبي ده أنا يا هنايا بالخبر ده خليه يموته ويروح هو في داهية ويبقى ضربنا عصفورين بحجر واحد، خلصنا من إلياس وفي نفس الوقت خلصنا من واحد غبي
هنا تحدث هذا الشاب ليقول بتساؤل:
- بس لو سليم وقع هيبقى خطر علينا
ابتسم وعاد بظهره إلى الخلف قبل أن يقول بمكر:
- سليم بمجرد ما يقع هخلص عليه

***

انتهت جولتهم بالشركة التي كانت على اتم الاستعداد للعمل بعد يومين وأثناء سيرهم مال «إلياس» ليقول بتساؤل:
- بقولك ايه يا سما، النهاردة آخر يوم امتحانات ثانوية عامة لإيلين وعايز اعملها حاجة تفرحها وتخرجها من جو المذاكرة والتعب ده
لامست وجهها بأطراف أصابعها لتفكر وما هي إلا ثوانٍ قليلة حتى أجابته قائلة:
- بص جو الثانوية ده بيبقى كابس على نفس الواحد وبتبقى حرفيا مخرجتش من البيت ومخنوقة ولو عايز تخرجها من المود بجد يبقى خرجها، اركبوا يخت قضوا اليوم كله في وسط البحر واتبسطوا صدقني ده هيفرق معاها جدا
ابتسم وقال بهدوء:
- عندك حق، فكرة حلوة

تحرك للأمام ووقف «مراد» إلى جوارها ليقول بابتسامة:
- إلياس هياخد إيلين ويفسحها في البحر وأنا استحالة اسكت على المهزلة دي ولازم نروح أنا وأنتي البحر إحنا كمان
ضحكت بصوت مرتفع وعقدت ذراعيها أمام صدرها لتقول:
- دمك خفيف على فكرة لكن هتاخدني البحر على أساس ايه بقى إن شاء الله
عقد ذراعيه هو الآخر وأجابها بثقة:
- على أساس إنك المدرسة بتاعتي، مش أنتي اللي معلماني البرمجة ولا ايه يا أبلة
- آه أنا بس إلياس بردو علمك هو كمان يعني أنا نص مدرسة
لوى ثغره وهتف بنبرة غير راضية:
- نص مدرسة ولا حتى ربع مدرسة، بقولك ايه أنا بقالي 3 شهور في الإسكندرية وعمري ما روحت البحر ولا مرة ده حتى فال وحش وبعدين مينفعش اروح لوحدي يعني عايز حد يونسني، ها  قولتي ايه
رفعت نظرها لأعلى لكي تمثل التفكير في الأمر ثم رددت بابتسامة:
- خلاص موافقة
صفق بيده وردد بصوت مرتفع:
- أيوة كدا
جاء صوت «إلياس» من الأسفل قائلًا:
- وطي صوتك يا أهبل
نظر له من الأعلى وردد باعتذار:
- لا مؤاخذة يا وحش

شــمــس إلــيــاسWhere stories live. Discover now