الجزء الثاني - الفصل الأول

2.8K 190 28
                                    

الفصل الأول
*************************************
الله أكبر الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله
الله أكبر الله أكبر ولله الحمد
كل عام وأنتم بخير، عيد أضحى مبارك على الجميع❤️
*************************************
- أنا خايفة اموت يا إلياس، خايفة متسيبنيش
ارتجف جسده بقوة فحاول أن يسيطر عليه وهو يقول:
- مش هسيبك يا إيلين، استحملي علشان خاطري الإسعاف في الطريق، أنا اللي عملت فيكي كدا، مكانش لازم اجيبك هنا بأيدي
رددت بضعف وصوت متقطع:
- متقولش كدا يا إلياس، طريقنا واحد من البداية، وأنا لسة مولودة كنت واخدني في حضنك، خايفة تكون دي النهاية واموت في حضنك بردو
- متتكلميش يا إيلين، بالله عليكي ما تتكلمي، متتعبيش نفسك خالص

شعرت أن نهايتها قد حانت لذلك تحدثت بكلماتها الأخيرة:
- أنا بموت يا إلياس، سامحني مش هعرف اكمل الطريق معـ...اك، خلي با...لك من نفسك
انهمرت دموعها بشدة وتابعت:
- كان نفسي افرحك واخش هنـ..دسة، أنا بحبك أوي يا إلياس، بحبـ...ك أكتر من نفسي
لم يتمالك نفسه وانفجر في البكاء وهو يقول:
- وأنا بحبك أوي يا إيلين، أنتي بنتي، علشان خاطري متبعديش عني، أنتي الشمس اللي نورت حياتي وخلتني اشوف، أنتي شـ
قاطعته لتكمل هي جملته المفضلة:
- شمس إلياس
وفي تلك اللحظة انقطعت أنفاسها وأغلقت عينيها لتعلن عن رحيلها.

جحظت عينيه وهزها برفق وقد سيطرت الصدمة عليه بالكامل:
- إيلين؟
لم يتلقى أي رد فعل فهزها بقوة:
- شهد قومي علشان خاطري، لا ما أنتي مش هتسيبيني لوحدي، إزاي أصلا تسيبيني؟ اتكلمي بقى خلصي أنتي عارفة إني عصبي ومش فايق للعب العيال ده

بدأ أخيرا استيعاب ما حدث وصرخ صرخة مدوية في المكان اهتز على إثرها القصر بأكمله، انفجر في البكاء وصرخ بصوت مرتفع:
- إيلين! إيلين ماتت يا مراد، إيلين سابتني لوحدي
مال عليها وضم رأسها بين كفيه لتتساقط دموعه على وجهها وتابع باكيًا:
- ليه يا إيلين، ليه يا حبيبتي تسيبيني؟ اااه

انتفض في فراشه وأخذ يتنفس بصوت مرتفع، كان صدره يرتفع ويهبط بشكل ملحوظ وكأنه انتهى للتو من سباق للعدو. سحب عدة مناديل وجفف عرقه قبل أن يقول بصوت مسموع:
- أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
هدأ تنفسه قليلًا بعد أن أدرك أنه كابوس ثم نهض من فراشه وأسرع إلى غرفة صغيرته التي كانت جزءًا من كابوس مخيف. وصل إلى الغرفة وفتح الباب بهدوء ليجدها تقرأ كتاب من الكتب التي قامت بشراءها من القاهرة بينما كانت عبراتها على وجنتيها فضيق ما بين حاجبيه بتعجب وتقدم إلى الداخل وهو يقول بحيرة:
- ايه يابنتي اللي مصحيكي الفجر كدا؟
انتبهت لوجوده وحاولت رسم ابتسامة على وجهها وهي تقول:
- فجر ايه يا ليسو ده فاضل ساعة على الضهر
في تلك اللحظة اتسعت حدقتاه ونظر تجاه النافذة ليجد الشمس تخترقها. تقدم وجلس بجوارها وردد ضاحكا:
- ده أنا كنت في عالم تاني على كدا بقى، أنا صحيت جيت جري على هنا مخدتش بالي خالص إننا الضهر، المهم مالك كنتي بتعيطي ليه؟
حاولت إخفاء الأمر عليه ورددت بابتسامة:
- اعيط؟ لا طبعا هعيط ليه يعني
رفع أحد حاجبيه وهتف بمكر:
- أنا مش هتوه عنك يعني، عارفك لما تكوني بتعيطي ولما تكوني متضايقة ولما تكوني عايزة تضحكي، قولي مالك
- عايز الصراحة؟
اعتدل في جلسته ليكون متوجها أكثر إليها وأجاب:
- اممم قولي
رفعت الكتاب الذي بيدها وهتفت بحزن:
- سوزي ماتت
رفع حاجبيه وهو يقول بعدم فهم:
- هااه؟! سوزي مين
وضعت الكتاب أمامها مرة أخرى وأجابت على سؤاله:
- شخصية من شخصيات الرواية
أمسك هو الكتاب مرة أخرى ليقول بعدم تصديق:
- بقى معيطة والحزن اللي في عينك ده علشان شخصية في الرواية ماتت؟
هزت رأسها بالإيجاب وأردفت:
- أيوة ما أنا اتعلقت بيها
نظر إلى غلاف الكتاب بانتباه ثم نقل بصره إليها ليقول متعجبًا:
- لأغوينهم أجمعين؟! أنتي مش بتخافي من الرعب بردو ولا قلبك جمد؟
ابتسم لتجيب عليه بهدوء:
- لا ما هي مش رعب، دي بتتكلم عن الشيطان
رفع حاجبيه ليقول بنبرة ساخرة:
- لا والله! هو فيه شياطين غير أعمامي؟ ولا يكونوش هم أبطال الرواية
ضحكت بصوت مرتفع قبل أن تخبط بيدها اليمنى على اليسرى قائلة:
- ضحكتني وأنا مليش نفس
صمتت لثوانٍ ثم نظرت إليه باهتمام وهتفت بتساؤل:
- أنت اللي مالك؟ حاساك وشك مصفر شوية وكمان صحيت جيت على هنا وأنت متعرفش إننا بقينا الضهر، مالك؟
حاول اخفاء ما حدث معه وردد بابتسامة زائفة:
- لا مفيش بس شوفت كابوس ومخضوض شوية
رفعت أحد حاجبيها ورددت بتساؤل:
- كابوس ايه بالظبط
ابتسم ونهض من مكانه ليقول بهدوء:
- مينفعش نحكي كابوس شوفناه، كابوس وعدى وإن شاء الله ميتحققش، بقولك ايه أنا هنزل مع مراد هنروح مشوار لشركة بابا الله يرحمه أشوف كام حاجة كدا وراجع، خلي بالك من نفسك ومتخرجيش من الفيلا
هزت رأسها بالإيجاب ونهضت من مكانها لتقول:
- طيب حاضر بس متمشيش على لحم بطنك استنى احضرلك الفطار
في تلك اللحظة طرقت «سارة» الباب ليلتفت لها الإثنان. ابتسمت ورددت بهدوء:
- آسفة إني ازعجتكم بس الفطار جاهز
هنا نظرت إليه «إيلين» ومالت على أذنه لتهمس قائلة:
- أنا نسيت إن فيه خدم في الفيلا، أنا حاسة إني في فيلم
ضحك على ما قالته وردد:
- لا مش فيلم ده حقيقة، تعالي أما نشوف ايه الفطار احسن معيز بطني بتقول ماء

شــمــس إلــيــاسWhere stories live. Discover now