الفصل الحادي والعشرون - سفراء الظلام

187 20 5
                                    

الفصل الحادي والعشرون
عبدالرحمن الرداد

دلفت إلى السيارة واستقلت المقعد الأمامي بجوار «زاخر» الذي ابتسم وقال بهدوء:
- ها خدتي البالطو والكاب؟

حركت رأسها بالإيجاب ورفعت الحقيبة التي كانت بيدها وهي تقول:
- كل حاجة جاهزة، البالطو والكاب والوشاح كمان

أدار محرك السيارة وتحرك بها وهو يقول:
- بس غريبة يعني يا رنة يسلموكي الحاجة دي قبل حفلة التخرج بيوم واحد المفروض بدري شوية

وضعت الحقيبة بالمقعد الخلفي ورددت مازحة:
- ده الحمدلله إننا خدناها النهاردة ده من كتر الخناقات كانوا ناويين يلغوا الحفلة أصلا

ضحك بصوت مرتفع ونظر إليها وهو يقول:
- والله منظمين الحفلة عندكم دول شوية أطفال
حركت رأسها بالإيجاب وقالت بابتسامة:
- بالظبط كدا

هدأ من سرعة السيارة قليلا وقال متسائلًا وهو ينظر لها:
- ها تحبي نتغدى فين المطعم بتاع المرة اللي فاتت ولا نغير
وضعت إصبعها على وجهها بتفكير قبل أن تقول:
- اممم عادي أي حاجة
- خلاص تمام اشطا
قاد سيارته حتى وصل إلى أحد المطاعم وترجل هو وهي قبل أن يتقدما معًا إلى الداخل. جلست قبل أن يجلس هو وطلب هو الطعام قبل أن يقول:
- صحيح مين تاني هيبقى موجود في الحفلة؟

- تنة وبارق جوزها ونيران وبابا مش عارفة نظامه ايه الصراحة قالي هيحاول لو مفيش شغل وطبعا ماما مش هتيجي
ظهر الحزن على وجهها ورددت بأسف:
- كان نفسي طيف يكون معايا في اليوم ده
مال إلى الأمام وقال بهدوء:
- وأنا بردو كان نفسي يكون معانا، طيف كان أخويا الكبير قبل ما يكون أخو حبيبتي، ياما هزر معايا ونصحني اشيلك في عيني وكان كل مشكلة بينا أروح أكلمه ويدور معايا على حل

أغلقت عينيها لتمنع بكائها وقارت بنبرة منكسرة:
- قبل ما يختفي قعد معايا وقالي إنه هيفضل ضهري وسندي علطول وكنت بقول لنفسي أنا محظوظة أوي علشان عندي أخ زي طيف لكن فجأة كل ده اختفى، رغم إن كل الظروف بتقول إني مش هشوفه تاني لكن عندي أمل، حاجة جوايا بتقولي الحكاية مخلصتش على كدا

شعر بالحزن على حالها لذلك حاول إخراجها من هذه الحالة قائلا:
- إن شاء الله أكيد لسة مخلصتش، الأكل جاي أهو يلا ناكل بقى علشان ألحق أرجعك قبل ما سيادة اللواء يحولني للتحقيق

***

نهض من مكانه بعدما استعد لهذا الاجتماع وقبل أن يخرج من مكتبه فتحت «سيزكا» الباب وقالت بابتسامة:
- اللواء أيمن بلغك إن فيه اجتماع

حرك رأسه بالإيجاب وقال على الفور:
- أيوة أوعى يكون طلبك أنتي كمان
رفعت أحد حاجبيها وقالت بفخر:
- آه طلبني مراتك مش قليلة

- ما هي دي المصيبة طالما طلبك يبقى فيه حاجة كبيرة، ربنا يستر
لوت ثغرها وقالت بنبرة مازحة:
- لا لا يا سيادة العقيد شكلك بقيت تخاف، مش متعودة إن جوزي يبقى مرعوب كدا

شــمــس إلــيــاسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن