الفصل السادس عشر - سفراء الظلام

167 17 0
                                    

الفصل السادس عشر
عبدالرحمن الرداد

حرك الطبيب المُعالج رأسه بالإيجاب ووجه سؤاله إلى «طيف» الذي توقف قليلًا عن الكلام:
- خرجت من بيتك وكل اللي بتفكر فيه إنك أول ما تشوفه هتقتله وبعدين ايه اللي حصل
تنفس بهدوء وأكمل حديثه دون أن ينظر له:
- مفكرتش غير في حد واحد هيجيبهولي في أسرع وقت وبعيدًا عن شغلي
استنتج الطبيب هذا الشخص وردد على الفور:
- وطبعا الحد ده هو إلياس
حرك رأسه بالإيجاب وأردف:
- بالظبط، مستنتش وصوله للقاهرة وخدت عربيتي وطرت على الاسكندرية ...

قاد «طيف» سيارته بسرعة كبيرة دون توقف ولا يفكر إلا في شيء واحد وهو الانتقام لشقيقته من ذلك الوقح.

على الجانب الآخر اقترب «إلياس» من صغيرته وردد بابتسامة:
- جهزت كل حاجة وعرفت كل قرايبنا اللي واثق فيهم بس إن الفرح بكرا في القاهرة في القاعة اللي طيف بعتلي اللوكيشن بتاعها، كدا كل حاجة جاهزة ومش ناقص غير حاجة واحدة
ضيقت ما بين حاجبيها وقالت بتساؤل:
- حاجة ايه؟
اقترب منها وقال بابتسامة:
- فرحنا
ابتسمت لما قال ورددت بهدوء:
- إن شاء الله نفرح بكرا وربنا يعوضنا عن اليوم المشؤوم اللي شوفناه كلنا
أمسك بيدها ليقبلها قبل أن يقول:
- إن شاء الله يا حبيبتي، عايزين نلحق نتجوز ونفرحلنا كام يوم قبل ما الدراسة تبدأ، عايزك أشطر مهندسة في العالم كله
رفعت أحد حاجبيها وقالت:
- هتعلمني الهاكر كله؟
حرك رأسه بالإيجاب وقال على الفور:
- هعلمك كل حاجة، عايزك تبقي أحسن مني كمان، واثق إنك هتتعلمي بسرعة وتتخطيني كمان لأنك شاطرة

ابتسمت لكن سرعان ما عبث وجهها مرة أخرى وهي تقول:
- بس أنا خايفة من الناس دي، مش هيسيبونا في حالنا
ضغط على يدها ليُشعرها بالطمأنينة وقال بهدوء:
- أنا خلاص اتعلمت من غلطي وخليكي عارفة إني مش هسمح ليهم أبدا يعملوا أي حاجة تاني ومش هعدي اللي عملوه ده على خير، أنا هعلن الحرب لكن المرة دي وأنا جزء من منظومة بتحارب الأشكال دي
كانت على وشك التحدث لكنها توقفت عندما صدر صوت رنين الجرس. نظرت هي وهو إلى «سارة» التي ذهبت لتفتح الباب وبعد لحظات عادت إليه وقالت:
- المقدم طيف برا وعايز حضرتك

ضيق ما بين حاجبيه وردد بتعجب:
- طيف؟ ربنا يستر
نهض على الفور وتحرك إلى الخارج وما إن وقف أمامه حتى قال:
- تعالى ادخل يا طيف
دلف «طيف» معه إلى الداخل والتفت ليقول:
- معلش يا إلياس جايلك في وقت مش مناسب
حرك رأسه وقال بابتسامة:
- ايه اللي بتقوله ده يا جدع، أنت تيجي في أي وقت، اقعد بس وقولي مالك، وشك أحمر وحاسس إن فيه حاجة
حرك رأسه بالإيجاب وقال بجدية:
- أيوة فيه حاجة، في بني آدم ابن ... قص وش أختي وعمل صور كتير بالزفت الذكاء الاصطناعي وبيهددها، جايلك علشان عارف إنك الوحيد اللي هتجيبلي مكانه بالظبط
ضيق ما بين حاجبيه وقال بتساؤل:
- معلش سامحني أكيد ليك زمايل في الشرطة وفي دقايق هيعملوا نفس اللي هعمله ليه ضارب المسافة دي كلها علشان تطلب مني طلب زي ده
ضيق «طيف» ما بين حاجبيه وقال بعدم رضا:
- مش هتساعدني يعني؟
ابتسم «إلياس» ووضع يده على كتفه وهو يقول:
- اهدى اهدى مش قصدي بس مستغرب بس
تذكر شيء فضيق ما بين حاجبيه وقال:
- ولا أنت مش عايز تعرف الشرطة علشان تنتقم منه بطريقتك؟

شــمــس إلــيــاسWhere stories live. Discover now