الفصل الرابع - سفراء الظلام

201 19 0
                                    

الفصل الرابع
عبدالرحمن الرداد
______________________________________
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لأَنْ أَقُولَ سُبْحَانَ اللهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، أَحَبُّ إِلَيَّ ممَّا طَلَعَتْ عليه الشَّمْسُ)
______________________________________

نظر إلى نقطة بالفراغ وشرد قليلًا ليفكر من أين يبدأ حتى وجد الإجابة وبدأ على الفور:
- كل حاجة بدأت من ساعة ما كنت راجع من الشغل، كنت راجع الفيلا وأنا بفكر في المستقبل، بفكر في جوازي أنا وفاطمة اللي قرب، بفكر أول ما أوصل اتصل اتطمن عليها، دخلت البيت وأنا كلي نشاط وحيوية والابتسامة على وشي لكن في لحظة اختفت الابتسامة دي لما لقيتها واقعة على الأرض غرقانة في دمها، في البداية كنت فاكرها حد تاني لأن عقلي أصلا مصورليش إنها ممكن تكون هي لكن لما قربت كانت صدمة عمري، أنا برقت ومكنتش مستوعب إن دي فاطمة، معقولة دي فاطمة خطيبتي اللي فرحنا خلاص قرب؟ معقولة دي اللي كنت بحلم باليوم اللي ابقى معاها؟ عايز اقولك إني فضلت أكتر من ساعتين مش مستوعب اللي حصل، أنا لغاية دلوقتي مش مستوعب اللي حصل، تخيل حد غالي عندك أوي وحياتك متعلقة بحياته وسعادتك متعلقة بوجوده في حياتك وفجأة يموت قصادك؟!

صمت لثوانٍ بينما ردد «طيف» بهدوء:
- كمل يا رماح

التقط أنفاسه وتابع:
- من ساعة اللي حصل اليوم ده وأنا مش عارف اعيش حياتي، مش قادر اتقبل موتها أو بمعنى أصح مش عارف اتقبل موتها، كل حاجة في حياتي مبقاش ليها طعم ولا حاسس بيها، سيزكا ساعدتني وقولت خلاص هعيش حياتي وهحاول وفعلا خدت الخطوة دي واتجوزنا، مش هكذب عليك أنا حبيت سيزكا لكن مش نفس حب فاطمة، فاطمة مستحوذة على قلبي وعقلي وحياتي، طول المدة بتاعة جوازنا كنت بقارن بينها وبين فاطمة لو كانت هي اللي مراتي، كنت بتخيلها فاطمة سعات، مدتهاش حب وطمأنينة علشان كدا شوفت نفسي أناني إن قلبي مع واحدة وهي ملهاش أي نصيب في حياتي أو قلبي علشان كدا طلقتها لأني بظلمها معايا بطريقة صعبة، حياتي بعدها بدأت تبوظ أكتر وأكتر وبقيت زي ما أنت شوفت عصبي ومتهور وغبي، أنا جسم من غير روح لأن روحي خدتها فاطمة معاها وهي ماشية، مش عارف اعمل ايه يا طيف، قولي اعمل ايه؟

ربت «طيف» على كتفه ونظر إليه قبل أن يقول بنبرة هادئة:
- أنت قولت إنك مستوعبتش موتها لمدة ساعتين لكن ده مش صح، أنت مستوعبتش موتها لحد دلوقتي، قبل ما اكمل هسألك سؤال وجاوبني بصراحة، أنت لما والدك مات زعلت؟

حرك رأسه بالإيجاب وأجاب على الفور:
- طبعا زعلت، والدي كان ضهري وسندي ومثلي الأعلى في الحياة، موته كان صدمة ليا

ابتسم «طيف» وهتف:
- ومع ذلك تقبلت موته، علشان كدا حياتك متوقفتش بعد ده يمكن أيوة كل ما يجي على بالك بتحزن عليه ويمكن بتعيط كمان لكن حياتك كملتها بدليل إنك فكرت في الجواز بعدها وكنت بتتعامل عادي لكن نيجي عند فاطمة، أنا معاك إن موتها كان صدمة لينا كلنا ولغاية دلوقتي لما بتيجي سيرتها بندعيلها وإحنا زعلانين على فراقها لكن حياتنا موقفتش، هتقولي علشان إحنا مش قريبين منها زيك لأنك خطيبها ساعتها هقولك ما أنت كملت حياتك بعد موت والدك يعني رجعنا لنفس النقطة

شــمــس إلــيــاسTempat cerita menjadi hidup. Temukan sekarang