الجزء الثاني - الفصل الأخير

2.5K 232 65
                                    

الفصل الخامس عشر (الأخير)
بقلم عبدالرحمن الرداد

كانت كلمة "إلياس" الصادرة من «هادي» هي الكلمة الأخيرة له قبل أن تنقطع أنفاسه تمامًا، استمع «إلياس» إلى صدى تلك الكلمة وهو يركض هربًا نحو مصيره المجهول! أين سيذهب وكيف سيعيش دون الاعتماد على والده؟ انهمرت عبراته وتابع ركضه بسرعة كبيرة فهو لن يفكر الآن كيف سيعيش بل سيفكر في الهروب من هنا فقط حتى يستطيع العودة مرة أخرى لتدمير من قاموا بتدميره في هذا السن الصغير.

فاق من ذكرياته وابتعد عن صغيرته قليلا قبل أن يمسح عبراته التي شكلت خط مائي على وجهه. نظر لها وقال بهدوء:
- خلاص يا إيلين بابا هيقدر النهاردة يستريح في تربته، نجحت اخد بتاره من غير نقطة دم واحدة، ناقص حق ياسر وده الدور في إنه يرجع

***

تحرك بسيارته حتى وصل إلى قسم الشرطة، هنا ترجل وتقدم إلى الداخل حتى وصل إلى مكتب «عمر»، نظر إلى أمين الشرطة وهتف بهدوء:
- قول للباشا فيه حد برا عايز يعترف ويسلم نفسه
بالفعل دلف أمين الشرطة إلى الداخل وردد بهدوء:
- فيه واحد برا يا عمر باشا بيقول إنه عايز يعترف ويسلم نفسه
ضيق ما بين حاجبيه وهو يقول بتساؤل:
- مين ده
هنا تقدم وهتف بنبرة تحمل الندم:
- أنا
وقف «عمر» وهتف بصدمة واضحة:
- بكار رأفت مرجان!

***

ألقى بجسده على مقعد مكتبه باستسلام فهو قد خسر الآن، تلك السنوات التي ساد فيها ظلمه أوشكت على الانتهاء الآن. اعتدل وضغط على زر الريموت لتظهر شاشة القناة الإخبارية مرة أخرى ولكن تبدل الخبر وظهر خبر جديد:
"قام المخترق(1011) بنشر مستندات أخرى ولكن لرجل الأعمال الشهير مرزوق رأفت مرجان وتم رفع الحصانة عنه وجاري ضبطه وإحضاره من قبل الجهات الأمنية المختصة"

أغلق عينيه باستسلام قبل أن يُخرج مسدس من درج مكتبه، نظر له نظرة مطولة وتنفس بصعوبة. دلفت زوجته «اسماء» إلى المكتب ورددت بصدمة:
- روحنا في داهية يا مرزوق، إحنا لازم نهرب أنت نسيت إني شريكتك في كل حاجة ولا ايه
نهض من مكانه وسار خطوتين تجاهها قبل أن يقول بحزن:
- سامحيني يا اسماء مفيش حل قصادي غير ده، إحنا مش قد الفضيحة ومرمطة المحاكم، سامحيني
رفع سلاحه ووجهه تجاهها فرجعت بظهرها إلى الخلف وهي تقول بخوف:
- أنت هتعمل ايه يا مرزوق، لا يا مرزوق لاااا
أطلق رصاصته التي اخترقت على الفور جسدها وسقطت قتيلة في الحال. تقدم حتى وصل لها وجلس على ركبتيه أمامها وانهمرت العبرات من عينيه قبل أن يقول:
- آسف يا اسماء
أمسك بيدها ثم قام بتوجيه فوهة السلاح إلى رأسه وأغلق عينيه قبل أن يطلق الرصاصة التي اخترقت رأسه وسقط هو الآخر قتيلا بجوارها.

استمعت «مريم» إلى صوت إطلاق النار فركضت بسرعة إلى الأسفل لترى ما يحدث وتفاجأت بهذا المشهد المخيف، وضعت يدها على فمها وتراجعت قبل أن تصرخ بصوت مرتفع.

شــمــس إلــيــاسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن