الفصل الثالث عشر - سفراء الظلام

148 20 1
                                    

الفصل الثالث عشر
عبدالرحمن الرداد

عادوا إلى المنزل في جو هادئ للغاية وكان «طيف» يقود السيارة وينظر من حين لآخر إلى والده ثم ينظر إلى «بارق» الذي كان يجلس بالخلف وعلى وجهه علامات الشرود.

وصلوا أخيرا إلى المنزل وترجل كلٍ منهما قبل أن يفتح «طيف» الباب ويتقدم إلى الداخل.
كانت «رنة» تتحرك عندما وجدت أخيها يلج إلى الداخل ومن خلفه والدها وزوج شقيقتها فرفعت أحد حاجبيها وهي تقول بتعجب:
- غريبة يعني طيف داخل من غير هيصة وصوت؟ أنت اتحسدت ولا ايه
رمقها بطرف عينه وردد بعدم رضا:
- اجري حضري الأكل يا ولية أنتي وحلي عن سمايا
رفعت أحد حاجبيها ورددت بصدمة:
- ولية؟
هنا تحدث «ايمن» الذي قال بصرامة:
- مش وقت مناهدة يا رنة، حضري الأكل علشان تعبانين
علمت أن هناك شيء غريب وانسحبت في الحال بينما خرجت «اسماء» من غرفتها ورددت بتساؤل:
- اتأخرتوا أوي كدا ليه؟
ثم رفعت صوتها:
- رنة حضري الأكل بسرعة
ارتفع صوتها من الداخل وهي تقول بعدم رضا:
- خلاص عرفت والله هو أنا مليش أهل يسألوا عليا ولا ايه

جلس «بارق» وردد بتساؤل:
- أومال فين تنة يا حماتي
جاء الرد على الفور من زوجته التي دلفت إلى الداخل وهي تقول بابتسامة:
- أنا هنا يا حبيبي، حمدالله على سلامتكم، هخش اساعد رنة ونحضر الأكل
ضيقت «اسماء» ما بين حاجبيها وقالت بتساؤل:
- أنتوا نسيتوا نيران ولا ايه
ابتسم «طيف» وردد على الفور:
- لا بتجيب حاجة من العربية وجاية حالا
في تلك اللحظة دلفت «نيران» وهي تقول:
- بتجيبوا سيرتي ولا ايه
هنا ابتسم «طيف» وقال:
- لما تجيب سيرة القط

تقدمت وسلمّت على «اسماء» وهي تقول:
- سامحيني يا حبيبتي الشغل واخدني منك
ربتت على كتفها ورددت بحب:
- ايه اللي بتقوليه ده يا حبيبتي لا طبعا متشغليش بالك وبعدين تنة ورنة معايا ومش مخليني محتاجة خالص، متشغليش بالك يا قمر ويلا علشان ناكل مع بعضنا كلنا، عايزين نتجمع كعادتنا بقى
- عنيا يا قمر

نهض «طيف» من مكانه وردد بابتسامة:
- هطلع أصحي العيال ياكلوا معانا
أوقفته «نيران» التي قالت بابتسامة:
- خليك هصحيهم أنا علطول وجاية
- اشطا وأنا هفتح الفريزر أقلب رزقي كدا يمكن ألاقي آيس كريم من بتاع رنة

تقدم صوب الثلاجة بالفعل وبحث عن المثلجات بداخلها لكنه لم يجد مما جعله يلوي ثغره وهو يقول بحزن:
- حاجة من اتنين يا إما البت رنة كرهت الآيس كريم ومبقتش تجيبه يا إما اشترت تلاجة ومخبية فيها الآيس كريم ومحدش يعرف مكانها
هنا حضرت «رنة» التي قالت بابتسامة واسعة:
- ولا ده ولا ده، بس شغلت دماغي شوية
ضيق ما بين حاجبيه ليقول بحيرة:
- رنة شغلت دماغها؟! ده نهاية العالم قربت على كدا

عاد ليجلس مرة أخرى وهو يتحدث بصوت مسموع ويضحك مع البقية إلى أن نظر له والده وهو يقول بضيق:
- ليك نفس تهز بعد اللي عملته؟
نظر له «طيف» بتعجب قبل أن يقول بعدم رضا:
- معقول أنت اللي بتقول كدا؟ مش أنت اللي علمتني أفرق بين الشغل والحياة الشخصية؟ تكديرة الشغل خلصت واحنا في حياتنا الشخصية دلوقتي يعني كل يومنا المهبب اللي حصل ده سيبناه قصاد البيت برا بمجرد ما وصلنا وهناخده تاني واحنا رايحين وبعدين ايه اللي عملته؟ لولا إني كشفت الدنيا بدري لثواني كان زمانا خسرنا إلياس وأنت عارف كدا كويس يا بابا، بعد اذنك انسى الشغل بقى وخلينا في حياتنا دلوقتي

شــمــس إلــيــاسWhere stories live. Discover now