بارت 15♡

957 94 5
                                    

استيقظ ليو كعادتِهِ يبدأَ روتينهُ الصباحي بالاغتسال وارتداء الملابس الخفيفة للقيام بجولةٍ سريعة وبعض التّدريبات الرّياضيّة
يعود برفقة حارسِهِ الشّخصي بلاك..
يأخُذُ حماماً دافِئاً ثُمّ يتناول الفطور في المكتب أو مع العائِلة..
بعدَ قِرائتِهِ لتلكَ الصفحة التي أرّقتهُ لليالٍ لم يعُد يُخالِط الجميع كالعادة
تجنّبَ تناول الغداء على المائِدة الملكيّة..
ورؤية النبلاء في القصر أو الاجتماع بِهم..
فقط يعملُ ويُفكِّر حتّى يستلقي مُنهكاً في فراشِهِ ليلاً
لكن اليوم فكّرَ في رُؤية ابن عمّهِ "جون" فلقد وعدَ أُمّه منذُ مُدّة بالاهتمامِ به...
قرّر تناول الفطور في المكتب ثُمّ التّوجه إلى غُرفةِ تدريبات السحر ففي ذلك الوقت يكون درسُ جون قد انتهى
_______________________________

توّجهَ جون إلى غُرفةِ تدريبات السحر لِحُضورِ درسِهِ اليومي "جون روي " ابن الأمير
"إيان روي"
إنّهُ يُشبِهُهُ تماماً مع فرق بسيط في لونِ العينين
جون يمتلك عينانِ عسليتانِ وشعراً بُنيّاً ناعِماً.. بشرةٌ بيضاء صافيّة.. طويلُ القامةِ كأبيه.. بجسد رياضي منحوت يدُّل على قساوة التّمارين التي يقوم بها بالرُّغمِ من صغرِ سِنه..
لقد تجاوزَ العشرين منذُ أيامٍ قليلة فقط
بينما جون يمشي خلالَ المّمرِ العريض ظهرَ أباه فجأةً يتقدّمُ باتّجاهِهِ..
"إيّان" يمتلِكُ عينانِ بُرتُقاليتانِ بينما عينا ابنهِ عسليتان وذلك الفرقُ الوحيد بينهُما إضافةً لفارِقِ السن
توّقفَ إيّان فتوقفَ جون
لابدّ أنّهُ يريدُ الحديث معهُ حولَ موضوعٍ مُعيّن
نظرَ إيّان لابنهِ نظرةً بارِدة كعادتِهِ:
صباحُ الخيرِ جون.. أَ ذاهِبٌ للتّدريب؟
ردّ جون بنفسِ النّبرةِ البّارِدة: نعم يا أبي
إيّان: استمع جيداً وكُن مُثابِراً.. أُريدُكَ مُحترِفاً
رُغمَ احتباس الألم داخِل قلبِهِ ولكنّهُ أجابَ بنفسِ برودتِهِ: حسناً
ثُمّ أكمَلَ طريقَهُ
وقعَ جون في بحرِ كبرياء أُمّهِ وأبيه.. يُحاوِلُ الصعود ولكنّهُما يسحبانِهِ ويسحبانِهِ ليصِلَ إليهما
جون يكرهُ إلحاح أبيه..
"أنتَ الأفضل.. يجِبُ عليكَ التّفوق على ابنِ عمّك.. يجِبُ عليكَ أن تكونَ ساحِراً قويّاً.. يجِبُ ويجب!"
هو يعلمُ ما ينبغي عليهِ فِعلُه ولكن وراءَ كلِمات أبيهِ معانٍ خفيّة يُدرِكُها جون جيداً.. إنّهُ يريدُ مِنهُ التّفوقَ على ليو بِكُّلِ شيء فلطالما اعتقدَ أنّهُ الأفضل في المملكة وليسَ أخاهُ إدوارد ويريدُ إقناعَ ابنهِ بذاتِ الأفكارِ أيضاً"
مرّت ساعتان
انتهى جون من درسِ السحر ثُمّ توّجه للخارِجِ قليلاً يستنشِقُ الهواء لعلّهُ يلفحُ روحهُ مُسبِبّاً بعضاً من السلامِ الدّاخلي
جلسَ على كُرسي مُقابِل الحديقة..
وإذ بهِ يرى ليو يتقدّمُ نحوهُ..
جلسَ على الكُرسي بِقُربِه فتفاجأ جون..
إنّ ليو بارِدٌ جداً كالثلجِ ولا يُبدي اهتماماً لأحد فكيفَ جاءَ ليراهُ؟!
تحدّثَ ليو وإشراقةُ الابتسامة على وجهِهِ: كيفَ حالُكَ جون؟

مملكةُ الكريستال Where stories live. Discover now