بارت 18♡

918 78 3
                                    

سكاي كم سعرُ هذا الثوب؟
قالت إيزابيل بينما تُمسِكُ بينَ يديها فُستاناً أخضر ربيعي
جذاب مُزيّن بنقوش عدّة.. قماشُه يبدو باهظ الثمن

أجابت سكاي بعد تأمُلِها للثوب: إنّهُ ب300 سِنتاً كريستالي

قالت الفتاة الشابّة ذاتُ القبعة المُزينة بالجواهر والثوب المملوء بالطبقات المنفوشة:
حسناً سأشتريه

"يبدو أنّها فتاةٌ ثريّة..
هذا الثوبُ باهظ الثمن وهي لم تتردّد دقيقة في شراءِهِ!"
فكّرت إيزابيل داخليّاً

غلفّت سكاي الثوب وأعطتهُ لها..
فأخرجت النّقود ثُمّ وضعتها على الطاولة و ذهبت..
نعم أثواب آل فلاندر مشهورة في المملكة فالجميعُ يُفضّل الانتقاء منها وارتدائِها..
قوة سكاي ساعدتها كثيراً في عملها هذا
فالزبائِنُ لايعلمون أنّها قادرة على قراءة الأفكار
فهي بقوّتها تعرِف مايريدُ الزبون ومايُعجبه أو لا
وما المشكلة التي تقفُ في طريقه لانتقاءِ ثوب!

نظرت سكاي لإيزابيل بفخر وقالت:
عزيزتي إيزابيل إنّكِ رائعة!
لم تُمضِ سوى ساعات قليلة هُنا وتعاملتي مع الزبائِن بسلاسة، لقد أقنعتِهم بسهولة!
هُناك الكثير من المواهب المُخبأة داخِلكِ أليسَ كذلك؟

ضحِكت إيزابيل قبل أن تجلس على الكُرسي بجانِب الطاولة مُقابِل سكاي:
سكاي الفضلُ يعودُ لكِ أنتِ من علّمتني بعض القواعد، رُبمّا لديّ مواهِبُ دفنة لم أكتشفها بعد
ولكن هذا كُلّه لأن الحياة علّمتني أن أحصُل على ما أريدهُ بنفسي وأن أجتهد لأصِل إليه..
كنتُ أنا وأُختي جيانا وأُمّي لوحدِنا بعد حادثة اختفاء أبي، بدأتُ مساعدة أُمّي في أعمال المنزل وتابعتُ دراستي بمُفردي..
قرأتُ الكثير من الكُتب.. كانت رفيقَ وحدتي الدّائِم، أعنتُ أُمّي في مصروف المنزل فعمِلتُ في حقولنا التي هجرناها بسبب نهر الكريستال الذي يجري فيها..
اختفى أبي عندما دخلهُ وهو يحاوِلُ إنقاذي من الوقوع فيه، واجهتُ تعليقات سُكان القريّة السلبية، ك أنتِ فتاة عليكِ البقاء في المنزل لمَ تعملين هُنا لوحدك.. وتطّفُل شبّان القرية
وسخافة الفتيات اللّواتي يمتلكن المال ويرتدنَ المدارس..كُنت وحيدة حقاً
تعلّمت خبايا الحياة لوحدي بين كُتبي
وعلّمتني الحياة دروساً قاسية أيضاً
كانت هُناك العديد من الأشياء التي أحتجتُها ولم أجدها.. ليسَ كالمالُ أو الحياة السعيدة التي لاتعرِفُ الشقاء!
كنتُ بحاجةٍ ماسّة للاهتمام.. للحبّ.. لشخصٍ أثِقُ به وأتحدث إليه، أُفضي مابجوفي دون خوف، لصديق حقيقي أثقُ به!
عندما فقدتُ أبي فُقِدَت سعادتي..
كانَ حنانُ العالمِ أجمع داخِل قلبه!
صمتت قليلاً تغوص في بحرِ ذِكرياتِها
كنتُ أُفرِغُ مشاعري وألامي وكل شيء بالرّسم أو القراءة..أُختي كانت مُختلفة عني، لم تُشبهني كُنا مُتناقضتين
وأُمي..
أمي تعملُ طوال اليوم كي لانطلبُ الخُبر من النّاس، عالمُ البّشر ليسَ كعالمِكُم ياسكاي!
لم تكُن إيزابيل تنظرُ لسكاي وهي تتحدّث، كانت غارقة في ذكرياتِها..
عندما أنهت حديثها وجهّت نظراتها البّراقة نحو سكاي لِتُفاجأ بها تبكي!
تبكي كما السماء عندما تهطلُ!
فعلاً كإسمها..
تلك العينان السماويتّان وتلك الدموع البّراقة..
فتاة برّقة غيمة!
اقتربت إيزابيل لاشُعوريّاً منها وقامت باحتِضانِها

مملكةُ الكريستال Where stories live. Discover now