بارت25

58 1 0
                                    

لقد ظننت أن كل كل شيء يسير على ما يرام
حاولة بشدة عدم إفتعال المشاكل لأجل "سماح" دائما ما أتعرض لمواقف كهذه....
لكن أتمالك أعصابي بصعوبة.... فأنا لا أريد الموت.. فليس بمقدوري فعل شيء... هذا حكم القوي على الضعيف... لم يسمحوا لي برؤيتها رغم محاولاتي كلها... ما هذا الظلم؟
أهذا كله لأنني حامل للخطايا... لحد الآن أنا لم أفعل شيئا خاطئا هذا كله لفضلها... في لحظة إطلاق ذلك الضابط عليها توقفت حواسي فبمجرد تخيلي أن عالمي سيخلوا منها و من إبتسامتها الصافية.... أشعر بالإستياء و الحزن

ظللت ليلة بأكملها بجانب العيادة منتظرا حلول الصباح... أتمنى أن أتمكن من رؤية
"سماح" و الإطمئنان عليها غداً

تابعت نومي بتعب شديد... ذلك العالم عبارة عن لعنة ففي كل مرة أقول أنني كِدْت أنهي مهمتي لأجد نفسي غارقة بدوامة أخرى

في صباح اليوم التالي... أيقظتني أشعت الشمس التي إنتشرت بكل أنحاء الغرفة
حاولت جاهدة النهوض... لكن لم أتمكن من فعل ذلك فجرحي لم يلتئم بعد... أعدت الكّرة
حتى تمكنت من ذلك
بدأت أمشي بخطوات بطيئة متجهة إلى الباب... ليشرع الطبيب بالدخول
فقال بإيستنكار:
-ماذا تفعلين آنسة سماح؟ أنتِ لم تشفي بعد لا بمكنك المغادرة الآن
قلت رافضة:
-علّي الذهاب و سأتحمل ما سيأتيني فهذا إختياري فلتسمح لي من فضلك بالمغادرة

أصررت بشدة على المغادرة فسمح لي قائلا:
-حسنا... لكن فلتأخذي هذه الأدوية و لتشربيها كل يوم و لا تنسي تغيير الضماد كل يوم

نظرت إلى الجانب؛ ثم قلت:
-حسنا... سأفعل هذا

قلت هذه الكلمات و بداخلي أقول أنني أريد الخروج من هذا المكان بأسرع وقت
أشعر بشعور غريب... لا أعلم ما هو كل ما أعرفه أنني لم أشعر به من قبل
عند خروجي أغلقت الباب مديرة ظهري ثم بدأت أمشي بصعوبة... فتفاجأت برؤيتي لذلك الفتى... إنه لا يزال بجانب العيادة... مستندا على الجدار و واضعا رأسه بين قدميه يبدو عليه الحزن الشديد
إتجهت إليه بصعوبة؛ ثم قلت:
-عفوا... هل أنت نائم؟
نظرت لها و أنفاسي متسارعة... فأردفت قائلا:
-سماح هل أنتِ بخير... أتشعرين بالألم؟
هززت رأسي نافية؛ ثم قلت:
-لماذا أنت جالس هنا؟

فأجاب بلهفة واضحة من صوته:
-كنت أنتظر خروجك منذ ليلة أمس... فلم يهدأ لي بالٌ حتى أن رأيتك الآن
فسألته:
-هل نمت هنا؟
قال: أجل
تفاجأت بلهفته عند رأيتي فأنا لم أجد من قبل أحدا يفعل كل هذا بمجرد رأيتي
إبتعدت قليلا و أنا أمسك مكان جرحي
فقال بسرعة:
-سأساعدكِ
لم يعطني فرضة للرفض... أمسك بيدي و وضعها على كتفه ساندا لي... لم أستطع بطبيعة الأمر رفض عرضه فأنا أتألم قليلا
قال بهدوء:
-أأوصلك إلى منزل؟

لم أعرف ماذا سأجيب فأنا لا أعرف تماما
أي شيء عن هذه المدعوة سماح

فقلت مترردة:
-فلتأخذني إلى حيث تسكن فأنا لا أريد البقاء
في هذه المدينة

فضولي القاتلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن