الحلقة العشرون

52 7 0
                                    

كانت قاعدة بتلم في كُتبها واقفة قُدام المكتبة بتاعتها وبتنضفها وبتعمل طقوسها الخاصة في ترتيبهم أنا نفسي قبل جوازي منها كُنت عاملها لنفسي ومنظمها ولكن مش بالشكل المُتناسق ده كُنت مِبتديها بـ كُتبي و رواياتي وجنبها كام كتاب ليها كُنت بخاطب الكُتب بتاعتها على أساس إنها هي لحد ما كونت نفسي وجهزت كُل حاجه وإتقدمت يوم ما روحت لأهلها كُنت بكلم أبوها وأنا شبه نايم.

أه كُنت زي السكران من شدة التعب وبفرك في عنيا من حين لآخر علشان ميقولوش مني ولا يفكروني وحش لسه في بداية إلتزامي بَس متشدد ومحافظ على ديني ومش متهاون فيه ولا هتهاون لما أصروا عليها إنها تقابلني كانت رقيقة بذاتها ولهجتها إتجوزنا خلاص والحمدلله الدُنيا كُنا فكرينها هتحلو وكل المُر مشي.

يشاء مالك الملك إنه يبتليني بلوة ما يعلم بيها إلا هو
- سُبحانه وتعالى- كُنت بحاول إني مبينش تعبي ليها وكُنت أتجاهل فكرة إني أعدي على الدكتور وأنا مروح البيت أكشف وأكبر دماغي لحد ما الموضوع كِبر.

محستش بيا وأنا داخل عليها ولا لما فتحت باب الشقة مش مركزة شكلها سرحانه جامد اووي كُنت مِحتاجها ولازلت هحتاجها حضنتها وكإني بدخلها في ضلوعي في الأول إترعشت وبعدين إستسلمت للوضع جبتها قدامي كان وشي متورم وعليه آثار زي الكدمات بسيطة بصتلي بإستغراب ورفعت حاجبها وقالت:
_ إيه إللي عملته في شعرك يا يونس!؟ حلقته ليه!؟

معالم الدهشة كان كاسيه وشها ميلت على خدها وبوسته ورجعت أحضنها من جديد وأنفاسي عليت لوحدها وحسيت أعصابي هتفلت وكُنت شالل حركتها بضمي ليه فجأة وبدون سابق إنذار دمعة نزلت مني على رقبتها فشهقت بخوف وقلق إترعشت وقالت:
_ يونس هي ماما فدوى حصلها حاجه!؟

ماما فدوى دي أمي حماتها ولإنها ست طيبة وإني أنا الوحيد على تلت بنات بتحب مرات ابنها ومعتبراها زي واحدة من إخواتي البنات وده شيء قليل ونادرًا لما تبقا الحما كويسة حسيت بالضعف توترت ولقيتها بتبكي كمان
وبتشهق بقوة وبتهمس:
_ يا يونس.. إنتَ بتخوفني!

بعدتها عني ومسكت إيدها وشبكت صوابع وانا بلمس يدها ببطء وأنا حاسس إن ده آخر يومين في عمري جبتها من يدها نقعد على الأرض في ركن كان قريب أخدتها في حضني وسندت دقني على كتفها.

كانت لابسه بيجامة بمبا في أبيض مرسوم عليها لولوكات وكانت لامه شعرها لفوق وربطاه بشريط ستان على شكل فيونكه كُنت حاسس إني محتاجلها ومحتاج أفضفض معاها وانا وحاضنها حطت إيدي على بطنها وضمتها ربكة غريبة إحتلتني وكُنت مرتبك من إللي هسمعه مسحت دموعها وقالت بنبرة مُشجعة شبه قوية:
_ مِش معنى إن ماما فدوى الله يرحمها راحت لدار النعيم ننهار بالشكل ده؟
بلعت ريقي ورديت:
- مِش هي إللي هتموت ده..!
_ يونس؟
- أنا مكنتش اعرف إننا هنعيش مع بعض سنة واحدة كَان نفسي يبقا العُمر كله وده مش بإيدي أنا آسف!

اسكربتات مُتنوعة"بقلم رُقية محمد عبداللاه"Where stories live. Discover now