« 8 : كـالأمـيـرات وأفـضـل »

1.6K 155 3
                                    

.
°
.
°
.
°
.
°
.
°

< 14/2/142 R, Hr 10:00 PM >

« فتح الباب، فوجد الخادمـات قاعـدات على السريـر حول تلك النائمة يحاولن استيقاظها، ولكنها لم توافق على تناول الطعام فتقدم هو وأمر الخادمات بالخروج ثـم قعـد على السريـر واقتـرب منهـا ليقـول بخفـوت: صغيـرتي، أعتذر عما حـدث، هيـا انهـضـي لتـأكـلـي.

هـذا مـا قاله، وهـو يمسـك يدها؛ ليبعدها عـن وجههـا، لكنها كانت تبعدها، وتقول بغضب: لا أريد ابتعد عني.

نظر أمامه، وقال بهدوء: صدقيني لم أقصد أنا أبحث عن الجوهرة، ولكن الكاذب قـال إنهـا فـي السـاعـة.

فنهضت، تصرخ، وتعاتبه على ظنه إنهـا نفـس الساعة، فقـال إنهـا الساعـة الـوحيـدة التـي تنقـل عبر الـزمـن، فضحكت ساخرة، وسألت عن مكانها، ولكنه امتلك رد بالفعـل، فقال، يهـدئـا: الساعة مـوجـودة فـي القسـم السفلي، لكني لا أعلم مكانها، في المستقبل وجدوها لذلك وجدتِ الجوهرة أما أنا فلم أجدها بعد أفهمتِ!

قال بعدما وضع يده على كتفها، فأبعدتها عنها، وقالت صارخة: ابتعـد، ابتعـد، كمْ مـرة قلـت لك أن تبتعـد ؟

فصمـت يفكـر، ثم قـال مـازحـا: اثنتان صبـاحا، والآن أربعـة، لا أعتقد أني أزعجتـك اليـوم لهـذه الـدرجـة.

كادت تضربه لشدة غضبها ولكنه مسك يدها ونظر لهـا متعجبا من تلك اليد الرقيقة التي تتجرأ على الضرب، ولكنه بعدهـا قـد مسكهـا بكلتـا يديـه وقربها مـن فمـه ليقبلها، شدت آرينا يدها بسرعة وصرخت: لا تلمسني.

ثم سألته عن العودة لعالمها فلـم يـرد عليهـا ثـم أشـار بعدم استطاعته فالتزمت الصمت بحزن وتعابير يـأس ولكـن أخـذ الآخـر لصينيـة الطعـام ورفـع رجليـه على السرير ليجلس أمامها قد أثار انتباهها لتنظـر لـه وهـو يمسك الملعقة ويسحب بها الطعام قبل أن يقربـه مـن فمها مبتسما فأبعـدت هـي رأسهـا ولـم توافـق فوضـع الملعقة على الطبق ووضع الصينيـة أمامهـا ثـم وقـف وقال: حسنا سأدعك تأكلين وحدك، وإن احتجتِ أي مساعدة اطلبي من الخادمات، ستجدينهن بالخارج.

ثم خرج، تاركا إياها، فنظرت للطعام طويلا، ثم عدلت جلستها، ووضعت الصينية على فخذها؛ لتبدأ بتنـاول الطعام بشهية، لم تأكل منذ ثلاثـة أيام، وهـا هـي الآن تأكل أفضل طعـام أكلتـه فـي حياتها، فكيـف تتركـه ؟

ظلـت تأكـل بشهيـة حتـى شبعـت ثـم وقفـت متجهـة للحمام تغسل يدها ولكن منظر الحمام وشكلـه جعلهـا تريد الاستحمام، فماذا تفعل وهي لا تمتـلك ملابـس ؟

ظلت تنظر بعبوس لفستانهـا الأبيـض الـذي كـان ملئـا بالغبار ثم اتجهت لتستلقي على السرير وتتذكر كلامه بخصوص الخدم، ولكنها عندما كادت تنهض استلقـت مكانها وتكاسلت لتنظر من بعدها لجمال غرفة الـملك، إنها رائعة جدا، تتمنى لو تنام هنا كل يـوم ولكـن هـذا من سابع المستحيـلات بالنسبـة لهـا، أغمضـت عينيهـا وحاولـت النـوم، ولكـن نومهـا منـذ قليـل كـان ضدهـا.

« مَا وَرَاءَ اَلسَّاعَةِ »Where stories live. Discover now