« 19 : بـدايـة الـبـدايـة »

976 114 4
                                    


.
°
.
°
.
°
.
°
.
°

< 2/9/142 R, Hr 012:00 AM >

« نظر لآرينا، ثم نطق، بعدما كتب على الأوراق: سمـو الأميرة هـارلـي، هـل تقبلين بالملك السابـع -أوليـڤـر كـاسـتـيلانوس- -ابـن الـملك الـسـادس- زوجـا لك ؟

أغمضت عيناها وتنهدت ثم فتحتهما وقالت: موافقة.

فتنفس أوليڤر الصعداء ونظر لها، بفرحة، وسعادة، ثم ذهب لها، وقبل جبهتهـا بسعـادة: أعلـن عنكمـا -جلالة الملك أوليڤر، وسمو الأميـرة هارلي- زوجا، وزوجـة.

أخرج الملك خاتـم ذهبـي مزخـرف، ومزيـن بالجواهـر الصغيرة الرائعة، به ألماسة في غاية الجمال واللمعان.

ألبسها إياه، ثم قبل جبهتها مجددا، وهو يذرف دمـوع السعـادة، نظـر للـذي تقـدم بـتـاج ذهـبـي على وسـادة بيضاء، ليقف أمام الملك، كان ذهبي رائع كتاج الملوك.

جوهـرة بيضاء تخرج من رأسه، أسفلها لؤلؤة صغيـرة.

كان مرصع بالماس في كل زاوية والذي اختلطت معه بعض اللؤلؤ الصغيـر اللامـع، حملـه الملك، ثـم وضعـه على رأس آرينا، فصفق لهما جميع الحاضرين فرحيـن.

انتهت المراسم، وخلا القصر من المعازيم شيئا فشيئا، بينما آرينا تنظر له وتكاد دموعها تشق مجراها لتبكي.

وبعدما خلا القصر من المعازيـم، ذهبـت الملكة، وعمة الملك له يهنئاه، فوقف الملك وحضنهما، وتركاه بعدها ليذهبا لآرينـا التي تنظـر للـفراغ -بصمـت- دون كـلام.

ذهبت لها لتجلس بجانبها، ثم وضعت يدها على ذقنها وجعلتها تنظر لها: هارلي حبيبتـي، لـمَ أنـتِ حزينـة ؟ تزوجـت مِن مَـن تحبيـه، والآن أنـتِ ملكـة المملكـة.

فقالت بهدوء، وحزن: ستظلين أنتِ الملكـة -جلالتك-

ابتسمت الملكة ثم قالت وهي تنفي برأسها: لا هارلي، الآن أنـتِ الـمـلـكـة، مـاذا تـريـديـن أكثـر مـن هـذا ؟ تـزوجـت مِـن مَـن تحـبيـه، وأصبحـت زوجـة الـملك، وحاكمة لهذه المملكة، أيوجد شيء أفضل من ذلك ؟

نظرت آرينا لها قائلة: لكني لا أريد كـل هذا -جلالتك-

فسألتها عما تريده، ولكنها لم تـرد عليهـا: هيا -هارلي-

دخلت آرينا الغرفـة، وظلت تنظـر حولهـا، تلك الغرفـة الواسعة -التي أحبتها- في غاية الجمال، غرفـة الـملك الذي يتمنى الجميـع أن ينظـر لهـا فقـط، وسرعـان مـا تتذكر اليوم الذي دخل عليها فيه، فتفاجأت، وسألـته.

ثم اتضح إنها ما زالت غرفته، فعبست، وحزنت، ولكنه سمـح لهـا أن تبقـى فيهـا إذا أرادت، وحينهـا غضبـت، وصرخت عليه لتخرج، ولكن كانت نهايتها، ظن الملكة إنها هارلي -الزوجة التي قتلها الملك قبل ثمان حـولا-

وضعت رأسها بين كفيها، وظلت تتمتم بصوت خافت، وهي تسأل نفسها عن الحلم الذي قالت عنه للملك، لم يكن حلما كما ظنت؛ فها هو الآن يتحقـق أمامهـا، دون رغبتها ' آرينـا، بعـد دقـائـق ستـحـدديـن رأيـك أمـام كـل تلك الناس، ستقولين موافقة، أم لا، ولكن أريـد أن أخبـرك، أنـك ستنـدميـن حـقـا إن لـم تـوافقـي '.

ثم تذكرت أخرى أيضًا 'لن أجبرك يمكنك ألا توافقي'

فبكت، وصرخت: يا حقير كيف لم تجبرني ؟ قل لـي، كيف تريدني الرفض أمام الجميع ؟ أنت -حقا- بشع.

بكت، بعدما أسندت رأسهـا على ذراعيهـا الموضوعـان على التسريحة، حتى هدأت بعد ما يقارب ثلث ساعة.

نظرت للمرآة مجددا، وظلت تمسح دموعها، ثـم فكـت شعرها، وبدأت تسرحه بهدوء، ربطتـه كزيل الحصـان، وعندما وضعت المسرح على رخام التسريحة، وجدت ورقة ففتحتها وقرأتها ' ارتدي ما بداخل الصندوق '.

نظرت خلفها، فوجدت صندوق على السرير، فوقفـت، واتجهت له، وجـدت ورقـة مكتـوب عليهـا ' أحبـك '.

أبعدتها، وفتحته، فوجدت بهـا عطر، فمسكته، ونظرت تحته، وجدت ملابس حريرية باللون الوردي فأخذتها، وعندما فردتها، وجدته فستان قصير، فرمتـه بسرعـة، ومسكت رأسها تبكي بقهر: يا حقيــر، أنا حقا أكرهك.

مرت ساعتان، ودخل أوليڤر الغرفة، فوجدها مستلقية على جانبهـا الأيمـن على السريـر، وتعطـي ظهرهـا لـه.

فتقدم خطوات ببطء متجها لها بابتسامة، بينمـا خلـع سترته، وفك أزرار قميصه؛ ليخلعه، جلس على السرير بهدوء، وعندمـا مسـك كتفهـا، نظـرت خلفهـا بصدمـة، فوجدته أمامها، نهضت بسرعة، وابتعدت عـن السرير، فتعجب، ولكنه وقف وذهب لها، مسك كتفيها فنظرت له، ومسكت يده؛ لتبعدهـا صارخـة بقـوة: ااااا ابتعـد.

أبعدته عنها بقوة، وتقدمت؛ لتذهب من أمامه، فمسـك يدها، وشدها نحـوه؛ ليوقعهـا على السريـر؛ ويعتليهـا، واضعا يده على فمها: ماذا حبي؟! لمَ تهربين هكذا؟»

.
°
.
°
.
°

< 2/9/142 R, Hr 03:00 AM >

« دخـل هيراكليـس غرفته، وبمجـرد أن خلـع قميصـه طرق أحد الباب، فذهـب ليفتـح، وجدهـا أمه، فابتعـد تاركا لها الطريـق لتذهـب وتقعـد على الكرسـي، ذهـب وقعـد على الكرسـي أمامهـا وانتظرهـا لتقـول فقالـت: أخبرني الآن وبصدق هيراكليس، هل تحب هارلـي ؟

فوضع هيراكليس يده على رأسه وتنفس الصعداء ثم نظر لها وقال هادئا: أمـي إن أخبرتـك لـن تصدقينـي.

تعجبت تنتظره فقال: أنا لا أحب هارلي أمي، هذه …

فقاطعت كلماته بغضب وقالت: لا تكـذب، لقد رأيتـك، لا تـظـن أنـي لا أعـرفـك، قـل بـصـدق هيـراكـلـيـس.

فقال يرد صارخا: هذه ليست هارلي أمي، هذه آرينـا.

سخرت: لا تحاول تغيير الموضوع حتى تبرر نفسك.

فوقف وقال بهدوء: ألم أقل لك إنك لـن تصدقينـي ؟

: أترك هارلي هيراكليس، الآن أصبحت زوجة أخاك.

ذهبت دون أن تسمعـه فذهـب ليستلقـي على سريـره: ومن قال إني لم أتركها، وكأني فعلت بها شيء مثلا.

قال بصـوت مخنـوق يحضـن وسادتـه لينـام بعدهـا »

.
°
.
°
.
°
.
°
.
°

« مَا وَرَاءَ اَلسَّاعَةِ »Where stories live. Discover now