« 9 : الـرحـلـة الـمـجـهـولـة »

1.7K 146 4
                                    

.
°
.
°
.
°
.
°
.
°

< 15/2/142 R, Hr 03:00 AM >

« ينظـر بابتسـامـة لـذلك القـرطـاس الـذي جـاءه الآن تحت مسمى هيراكليس، وأخيرا وصلـت الأخبـار بعـد مدة، كان يحتوي القرطـاس على خطـاب يوحـي فيـه إنهم قد انتصروا على عدوهـم ولكنهـم سيبقـون مـدة لتأميـن المنطقـة حتى لا يهجمـوا عليهـم مجـددا، ثـم أنهى خطابه بتوقيعه الذي احتـوى على اسمـه واسـم أسـرتـه الحاكمـة فتغيـرت تعـابيـره لأخـرى مصدومـة عندما رآه، هيراكليـس لا يكتـب توقيعـه فخطـه ذاتـه دليل، ازداد الشك داخله ولكن كلمـا نظـر لخطـه تأكـد إنه هو أخـوه فهـو يعـرف خطـه جيـدا، ولكـن كتابتـه لتوقيعـه قـد حيرتـه أكثـر، ظـل ينظـر للورقـة بتمعـن وتـركيـز ثـم وقـف واتجـه لقـسـم هيـراكلـيـس حيـث المكتبة، بحث عن الورق الـذي يكتـب فيـه الخطابـات والرسائل في المملكة ثم نظر له، لـم يكـن مثلـه فهـذا كان أكثر بياضا ممـا جعلـه يـزداد شكـا بسبـب كيفيـة حصوله على هذه الورقـة، جلـس على الكرسـي وظـل ينظر للقرطاس أكثر، يقلبها وينظر مـن جميـع جهاتهـا حتى وجـد شـيء باللـون الأحمـر الفاتـح وقـد طُمـس بعدها بأصابع أحدهم فازداد الشك حينهـا يقينـا، علـم أن هيراكليس في خطـر وأحـد قـد أجبـره على كتابـة تلك الورقـة فكتـب توقيعـه كتلميـح للـملك ثـم قصـد تلطيخها بالدماء ولكن رؤية أحد لتلك الورقـة جعلتـه يمسحها بإصبعه حتى طمسهـا وأصبحـت غيـر مرئيـة بالنسبة لهم، ولكن لمصاص الدمـاء لديـه قـدرة عاليـة على الرؤيـة فكيـف له أن يفـوت شـيء مهـم كـهـذا ؟

كان يفكر وهو يستنتج ما الذي حدث حينها بالضبـط، ربما كان يريد الحفـاظ على القرطـاس وعـدم كتابتهـا مجددا وهذا يدل على أنه ليس هيراكليس الفاعل فلا مشكلة عنده في كتابة قرطـاس جديـد يليـق بالمـلك.

حضر الملك حصانه وأخذ معه بعض الجنود الأقويـاء ثم ذهب متجهـا لرحلتـه القادمـة التي ستأخـذ ثلاثـة أيام، كان يسرع ولكنه كلما أسرع كلما أخـذ استراحـة أكبر، الوقت ذاته لا يقل، يحتاجـون للطعـام والخيـول كذلك، ولو لا المواقف في ذلك المكـان لما استطاعـوا حتى الحصـول على قطـرة مـاء فـتلك مجهـزة لـذلك، وقت السفر يكون بها كل ما يحتاجونـه فـي طريقهـم، لم يكن الأمـر صعبـا ولكـن الوقـت فقـط ضدهـم، إنـه خائف أن يكون في خطر، كان يفترض الأفكار السيئة حتى يسعد عندما يجدهـا خاطئـة ولا يضعـف عندمـا يتأكد، هكذا كـان يقـول لجنـوده حتى يشجعهـم على الإكمال، إنه أميركم في خطر ويجب علينا إنقـاذه هـو وجيشنا، كان مشوشـا لا يعـرف مـاذا يحـدث حـوله ؟

فـهـل انـتـصـروا فـعــلا ؟ أم أن هــذه مـجــرد كـذبــة خدهـم بها الأعـداء حتى يهجمـوا عليهـم فـي غفلـة ؟

« مَا وَرَاءَ اَلسَّاعَةِ »حيث تعيش القصص. اكتشف الآن