٢١ | سكوربين.

25K 2.2K 3.2K
                                    


"هل اخبركِ بسر جازمين؟" همس الجسد المحترق، يقف امامي في ثنايا الظلام، لا وقت لا مكان فقط فراغ الظلام وانا والجثة.

كانت مشوهة لدرجة عدم التعرف على ملامح صاحبها لكن الصوت الحاد ميزته من دون ذره صعوبة، والحياة وقتها سرقت نبضةً من قلبي.

"ابي؟" همست بنفس مسروق حائرة من رؤيته، لكن اكاد اقع من الامل المتدفق في قلبي. "بابا "كررت اؤكد لنفسي ما اراه، والجثةُ أصبحت جثتين تزامنًا مع خروج الكلمة من بين شفتاي، جثةٌ أخرى من دون ملامح واضحه ايضًا لكن هذه المرة بدلا من الجسد المحترق كانت الجثة شاحبة للغاية، مع حبل حول الرقبة

"الرابط النجمي ينفع جازمين. "صوته جعل رعشة تسير على كامل عمودي الفقري. حقيقي للغاية، صوته.

"اوغاسبيان؟ "تزامنًا مع نطقي اسمه جسد ثالث انضم اليهم، جسد انثوي هذه المرة و بزي عسكري مشابه لخاصتي، انحناءات وهيئة تكاد تكون مثل خاصه جسدي،  والفرق بيننا ان هذا الجسد الذي امامي محترق بالكامل، ويعود الى شخص اكبر مني.

"ماما؟" تقدمت لهم بلسعة حارقة في عيناي وغصه، رؤيتي تصبح ضبابية وابتسامة باكية ترسم على  وجهي، متلهفةً لرؤيتهم، ركضت نحوهم، انهم هنا.

"هل اخبركِ بسر جازمين؟" كرر اوغاسبيان والدموع سقطت هذه المره من صدمة رؤيتهم، اومأت بقوة اثناء ركضي والطريق فقط تمدد وتمدد يوسع من المسافة بيننا ويبعدهم أكثر واكثر مهما حثثت قدماي على الجري باتجاههم، لا تنتهي رغبة في لمسهم  و معانقتهم، والرحيل معهم

"هل اخبركِ انا بسر جازمين؟" تصلبت في مكاني عندما ظهر ابي امامي يوقفني عن الجري. "اجل. "اردفت دافعه بجسدي لمعانقة الجثة المحترقة لكن تم سحبها مني، ارجاعها للوراء ومهما حاولت مجاراتها والوصول اليها لم يحصل شيء، لان المسافه بيننا ازدادت وازدادت وازدادت.

"هل نخبركِ بالسر الان يا جازمين؟ " صوت رابع انضم واحد جعلني اتوقف هذه المره بوجه شاحب واصفر، جثة امرأة جلدها يتأكل ببطء...جثة مبللة.

رعب تدفق فيَّ  وذعر، لانها رغم مظهرها المشوه وعدم اتضاح تعابيرها الا انني استشعرت الخبث في صوتها، عكس عائلتي، نفيت برأسي

وبدلا من ان تتسع المسافة بيننا وتكبر مثلما حصل مع البقية صغرت، اقتربوا
جميعهم مني كل واحد من جهةٍ يحاصرونني، والمكان ذو الظلام اللانهائي أصبح ضيفا رويدًا رويدًا ، رغم انه ظلام فقط

جفلت استدير بجسدي مذعورة عندما حطت يد على كتفي، يد اوغاسبيان "انت مذنبة" همس لي بصوته المتحشرج اثر التفاف الحبل على رقبته

يد اخرى حطت على جسدي، خاصة والدتي، مشاعري اصبحت جياشة على رؤيتها رغم انها جثه محترقة، قلبي ارتعش من أجل احضانها. "ماما. "بكيت نافيه برأسي ما يقوله اوغاسبيان، استنجدها لحمايتي من كل شيء،  وشفتاي ارتجفت لاني حاولت كتم دموعي.

غراب | Crow Nơi câu chuyện tồn tại. Hãy khám phá bây giờ