٦١ | اجنحة من دون غراب.

29.7K 3.4K 5.1K
                                    

«لا تبدين بخير.» قال ارشون وادخلت اصابعي في خصلات شعري أرجعها للوراء، أدار مقود السيارة وأخذ منعطف في وسط ظلام الليل. «تبدين صامتة اكثر من المعتاد.» أنتقلت عيناي بصمت من الطريق له وخصلات شعري السوداء سقطت مرة اخرى على جانب وجهي.

«اذهب الى منطقة كابيون.» قلت بهدوء لتتوسع عيناه لثانية ثم تمر نظرة تشويش فيهما. «لماذا؟ الوقت متأخر، انها الثالثة والنصف بعد منتصف الليل، انها مجازفة، لو عرفت القاعدة الامر سيكون بشع.»

«بالنسبة لكِ على الاقل.» اضاف تحت انفاسه.

«اذهب الى منطقة كابيون، منزلي هناك.» نظرت الى الطريق المظلم الذي أمامنا، اضواء السيارة تنيره قليلًا. «اريد ان ارى عائلتي لبعض الدقائق.» سمعته يخرج تنهيدة واستطيع المعرفة انه قلب عيناه وتأفف يغير طريقنا. «انتِ التي سوف تخسر لو وصلنا متأخرين الى القاعدة.» لم ارد عليه، بقيت انظر للامام فقط، جسدي لم يكن متصلب، مشاعري لم تكن متأججة، انما العكس، مظهري الخارجي بدى هادىء للغاية والامر المخيف ان هناك هدوء شديد في داخلي ايضًا.

هدوء ثقيل.

ذلك الذي يأتي بعد الصفعة، بعد معاناة شديدة مع مرض والموت اخيرًا، هدوء ثقيل.

خفضت عيناي الى اصابعي في حضني، لقد وثقت بهم. لقد وثقت في بيتر. «ما كان ذلك بخصوص؟» سأل. «حديثك مع أكسل.» لقد أنتبه.

«ليس من شأنك.» قلت بنبرة هادئة وشعرت بنظراته علي تتفحصني. «لماذا اردتِ رؤية قائد—» رفعت رأسي له. «ليس من شأنك ارشون، لا تسأل عن اشياء لا علاقة لك بها.» اشعلت نبرتي نغزة ملتهبة في قلبي، ألمتني بشدة ولهذا السبب اغلقت فمي على الفور واعدت عيناي الى الامام.

طرق. طرقتان. ثلاثة.

هناك شيء يحاول هدم الجدار حول قلبي.

هناك ألم يحاول الدخول واستطيع الشعور بثقله على وجودي، هذا سبب الهدوء الثقيل، انني الان اضع وامتلك جدران دفاعية أحصن بها نفسي، والادراك حول كل ما كان يحصل يحاول تهديم تلك الجدران.

«كم ابن لدى القائد الثاني؟» سألت.

«ثلاثة، اكسل وكاسيان وكاستيل.»

«كاسيان وكاستيل؟ كم أعمارهم؟»

«لا اعرف، لكن كاسيان مراهق، وكاستيل مازال صغير، قد يكون عمره احدى عشرة سنة.» فكرت في اشياء جيدة، في تورما، في ردة فعلها وكيف ستكون سعيدة لو عرفت انها تمتلك أقارب من جهة امي.

فكرت في الاحتمال الثاني. كيف هي الان مشوشة وحائرة لا تعرف الحقيقة ومع من تقف، في المضايقات التي تتعرض لها في المدرسة بسبب أهلنا وافعالهم القذرة، في تهديد ساليكان، لففت اصابعي بخفة في قبضة، اضغط على فكي، اشعر برغبة مخالبي في الخروج وعندما ضغطت وكتمت خروج مخالبي احسست بحرقة تصعد الى قلبي وحنجرتي، صرخة حارة ووحش عنيف يمزق داخلي بعنف، يخبرني انني ان لم أسمح له بالخروج، سوف ينهشني من الداخل حتى اموت.

غراب | Crow Unde poveștirile trăiesc. Descoperă acum