٨٨ | رسالة من الاجنحة.

42.5K 3.5K 12.6K
                                    

«اتسأل كيف تفعلها جيسكا.» صك جندي من بين أسنانه، يتحدث بصعوبة من تحت الطين الذي دفن كل جسده تحته ماعدا رأسه؛ مثلما فعل مع كل جندي أخر، من كل المجموعات الاربعة؛ حيث كان احماء اليوم الصباحي هو دفن أجسادنا مع اجنحتنا الخارجة تحت الطين ببضعة أمتار، هذا مع ربط أيدينا واقدامنا بحبال قوية. مهمتنا كانت فتح العقدة التي تربطنا ومن ثم الخروج من دون ان ندخل اجنحتنا. ادخالها هو شيء طبيعي لو وضعنا في مثل هذا الموقف، ان ندفن بطين، لكن القادة الاربعة أخبرونا انه ممنوع علينا ادخالها الان وان علينا التعلم كيفية حمايتها، وليس تخبئتها.

جيسكا هي اول من فتحت عقدها ونجحت في الخروج، مما جعل معظم الجنود ينظرون لها بحقد، منافسة واهتمام محاولين كشف سرها لان الامر كان صعب، كلما حاولت فتح عقدة الحبال حول رسغيّ تزحلقت اصابعي بسبب الطين الذي يرص على جسدي ويضغط.

لكنها نجحت في اول دقائق.

«سوف أعلمكم كيف تفتحون العقدة بطريقة تجعلكم تعرفون كيف تفتحون اي عقدة في اي ظرف لكنني اريد ان ارى اولًا من الذي سيفتح العقدة بنفسه.» قال نولان يمرر بصره علينا بعد ان تم دفننا.

حاولت بمخالبي، لكن الطين كان يحد من حدتهما ولا يسمح لي بقطع الحبال. جيسكا كانت تقف الى جانب القادة بأبتسامة كبيرة على وجهها وهي تنظر لنا مما جعلني ازمجر واضغط مخالبي اكثر ضد الحبال. كيف بحق الله افتح عقدة حبال تحت الطين الذي يضغط ضد جسدي بقوة؟ انا متاكدة من انهم وضعوا شيء في الطين لان من المستحيل ان تكون مخالبنا غير فعالة، مخالبنا حادة ستقطع أي شيء، لكنهم وضعوا شيء حتى يصعبوا علينا ذلك. ادريان كان يشاهدنا، يمر من بيننا ويقيمنا. عندما مر من فوقي عبست نحوه ليبتسم ثم يهتف. «هيا! تبقى ستة دقائق فقط.»

«اه!» أرجعت رأسي للوراء، ارفعه للسماء اشعر بتشنج عضلات ذراعي من شدة ما حاولت. اغمضت عيناي. افكر في كل الطرق. لا يوجد لدينا شيء سوى المخالب، وذراعي مربوطة خلف ظهري.

اجنحتي خارجة والطين بارد و...انفتحت عيناي بادراك.

الطين بارد ولزج.

مما أعرفه عقدة الحبل تحتاج الى ضربة خفيفة حتى تحدث فيها ثغرة، ومن الثغرة استطيع ان ادخل مخالبي، ولزج ام لا، سأجرح بقوة.

اخذت نفس، ومن ثم غطست تحت الطين انزل حتى اصبحت اجلس على الارض، عندئذ قربت ركبتاي من صدري حتى تمكنت من ان أمرر ذراعيّ من تحت قدميّ ليصبحا أمامي، في هذه اللحظة رجعت وصعدت للاعلى، اشهق واخذ نفس، اشعر بالطين يلتصق وجهي وشعري ويغطيني بالكامل، ثم رجعت للاسفل وهذه المرة أعمق. وضعت يداي على الارض وفرقت بينهما حتى اترك مساحة للعقدة ثم بدأت ادوس على العقدة بقدمي، بقوة، لا أستطيع آن أرى لكنني استطيع ان اشعر، العقدة ثقيلة وهي مربوطة ولو اصبح فيها ثغرة ستصبح أخف.

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: May 22 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

غراب | Crow Where stories live. Discover now