أفـرُودِيــت || لِيـسكُــوک

·﴿ الفَصلُ: الثَّامِنُ ﴾·

« قـــــــــــــــــراءة ســـــــــــــــــــعـيـدة »

***

حَلُّ الصَّبَاحِ الْمَوَالِي حَتِّي تَسْتَيْقِظَ تِلْكَ الصَّغِيرَةُ ذَاتَ الْجَسَدِ الْمُتَأَلِّمِ وَ هِيَ تُقَاوِمُ لِأَلَّا تَخْرُجَ تَآوِهَاتٌ بِسَبَبِ تَأَلُّمِ جَمِيعِ مَفَاصِلِ جَسَدِهَا خَاصَّةً قَدَمَيْهَا التَّانِ لَا تُقَوِّي عَلَيَّ فَرَدَّ أَصَابِعَهُمْ حَتِّي.

كَانَ ذَلِكَ الْمُتَوَقَّعُ وَ قَدْ حَدَثَ بِالْفِعْلِ.

اسْتَغْرَقَ مِنْهَا الْأَمْرُ وَقْتَ حَتِّي سَاعَدَهَا الْخَدَمُ بِأَخْذِ حَمَّامٍ سَاخِنٍ يُرْخِي جَسَدَهَا وَ يُخَفِّفُ عَنْهَا هَذَا الْوَجَعَ الَّذِي مَا كَانَ أَيُّ أَحَدٍ لِيَقْبَلَ تَحَمُّلُهُ.

بِحَالَتِهَا فَالْبِتْرُ أَهْوَنُ مِنْ هَذَا الْحَالِ الْمُتَقَلِّبِ.
مَرَّةً تَكُونُ بِخَيْرٍ وَ مَرَّةً لَا تَسْتَطِيعُ حَتِّي لَمَسَ الْأَرْضَ بِهِمَا.

انْتَهَتْ وَ أَخِيرًا مِنْ ارْتِدَاءِ مَلَابِسِهَا وَ غَفَتْ مِنْ تَعَبِهَا عَلَيَّ كُرْسِيٌّ مِرْآتِهَا أَثْنَاءَ تَرْتِيبِ الْخَادِمَاتِ لِشَعْرِهَا.

كَانَ الْجَمِيعُ حَزِينَ عَلَيَّ حَالَهَا الْمِسْكِينُ هَذَا.
لَمَ يَتْرُكْ الْمَرَضُ كُلَّ أَوْغَادِ الْعَالَمِ سَلْمَاءَ وَلَا يُصِيبُ إِلَّا تِلْكَ الصَّغِيرَةَ الْبَرِيئَةَ؟

هَذَا ظُلْمٌ لَكِنْ لَيْسَ بِوُسْعِهَا إِلَّا الْقَبُولُ وَ لَيْسَ بِوُسْعِهِمْ إِلَّا الشَّفَقَةُ عَلَيَّ حَالُهَا.

جَلَسَتُ وَ أَخِيرًا بِوَجْهِهَا الْمُجْعَدِ الْمُتَأَلِّمِ وَ أَخَذَ مِنْهَا الْأَمْرُ دَقَائِقَ حَتِّي اعْتَادَتْ عَلَيَّ الْجَلْسَةُ وَ مَا هَوَّنَ عَلَيْهَا وَ أَنْسَاهَا أَلَمَهَا هُوَ جَلَسَتُهَا الْمُعْتَادَةُ أَمَامَ نَافِذَتِهَا الْكَبِيرَةِ الْمُطِلَّةِ عَلَيَّ هَذَا الْبُرْجِ الْكَبِيرِ الْمُقَابِلِ لِقَصْرِهَا أَثْنَاءَ شُرْبِهَا لِشِئٍّ حُلْوٍ وَ قِرَاءَتِهَا لِكِتَابٍ جَدِيدٍ بِمَلَابِسِهَا الْبَيْتُوتِيَّةِ الْبَسِيطَةِ وَ الْأَنِيقَةِ.

دَاهَمَتْ الْغُرْفَةُ فَجْأَةً سَرِيعًا رُوزِي الَّتِي أَخَذَتْ تَرْكُضُ نَاحِيَةَ الَّتِي جَفَلَتْ وَ ارْتَعَبَتْ لَمَا حَدَثَ.

تَوَقَّفَتْ نَاحِيَتُهَا بَيْنَمَا تَتَنَفَّسُ بِصُعُوبَةٍ وَ أَمَامَهَا لَالِيسَا الَّتِي خَافَ قَلْبَهَا وَ بَدَأَتْ تَشْعُرُ بِالْقَلَقِ
"م-مَا الْأَمْرُ رُوزِي؟"