أفـرُودِيــت || لِيـسكُــوک

·﴿ الفَصلُ: الثَّامِن عَشر ﴾·

« قـــــــــــــــــراءة ســـــــــــــــــــعـيـدة »

***

جَاءَ الْيَوْمُ الْمُفَضَّلُ لَدَيْهَا مِنْ كُلِّ شَهْرٍ ، يَوْمَ خُرُوجِهَا لِلتَّنَزُّهِ وَ التَّجَوُّلِ بِمَكْتَبَةِ الْمَدِينَةِ.

كَانَتْ قَدْ دُوِّنَتْ بِمُذَكِّرَاتِهَا كُلَّ الْكُتُبِ الَّتِي تَرْغَبُ بِشِرَاءِهَا بَعْدَ قِرَاءَتِهَا مُلَخَّصَاتُهَا بِالْجَرَائِدِ وَ نَظَّمَتْ كُلَّ شَئٍّ بِالْفِعْلِ حَتَّي تَسْتَغِلَّ هَذَا الْيَوْمَ الْوَحِيدَ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ جَيِّدًا.

بَدَأَتْ تَرْتَدِي مَلَابِسَهَا بِسُرْعَةٍ وَ هِيَ كُلُّهَا حَمَاسُ لِخَوْضِ الْيَوْمِ خَاصَّةً وَ أَنَّ الْفَتَيَاتِ قَدْ أَجْبَرْنَهَا عَلَيَّ قَبُولَ الذَّهَابِ رُفْقَتَهُنَّ إِلَيَّ مَتَاجِرُ الْأَزْيَاءِ بَعْدَمَا يَنْتَهِينَ مِنْ التَّجَوُّلِ وَرَاءَهَا بِالْمَكْتَبَةِ.

وَ لَالِيسَا وَافَقَتْ بِسُرُورٍ لِأَنَّهَا وَ أَخِيرًا بَعْدَ مُدَّةٍ طَوِيلَةٍ لِلْغَايَةِ سَتَخْرُجُ رُفْقَتُهُنَّ جَمِيعًا لَيْسَ مَعَ رُوزِي فَقَطِ الَّتِي تَسْتَمِرُّ بِالتَّلَكُّكِ وَ الِانْتِبَاهِ لِمَلَابِسِ النَّاسِ وَ السُّخْرِيَةُ مِنْهُمْ لِكَوْنِ الْمَكْتَبَةِ مَلِيئَةً بِالْعَجَائِزِ وَ إِنْ تَحَدَّثَتْ تَتَلَقَّي الْكَثِيرَ مِنْ الذَّمِّ يَجْعَلُهَا تَرْغَبُ بِرَفْعِ الْكَرَاسِي وَ تَحْطِيمِهَا فَوْقَ رُؤُوسِهِمْ بِمَا أَنَّهُمْ أَوْشَكُوا عَلَيَّ الْمَوْتَ عَلَيَّ أَيْ حَالٍ.

انْتَهِي الْخَدَمُ مِنْ رَفْعِ الْمَلَابِسِ عَنْهَا وَ أَلْبِسُوهَا مَلَابِسَهَا الدَّاخِلِيَّةَ الْبَسِيطَةَ بَيْضَاءَ اللَّوْنِ ثُمَّ مَرْكَزُوا فَوْقَهَا فَسْتَانٌ بَسِيطٌ قَدْ وَقَعَ عَلَيَّ جَسَدُهَا دُونَ بِطَانَةٍ تَحْتَهُ أَوْ جَيْبُونَةٍ تَنْفُشُ مِنْ تَنْورَتِهَا ، لَقَدْ كَانَ بَسِيطًا صِدْقًا ، كَانَ ذُو لَوْنٍ مُنْعِشٍ ، لَوْنٌ نَعْنَاعِيٍّ أَخْضَرَ فَاتِحٍ لِلْغَايَةِ قَدْ زُيِّنَ بِتَطْرِيزَاتِ الْكَرَزِ أَعْلَاهُ بِعَشْوَائِيَّةٍ بِذَلِكَ الْخَرَزِ الزَّمْرِديِّ الصَّغِيرِ.

أَكْتَافُ الْفِسْتَانِ كَانَت تَلْتَفِ حَوْلَ كَتِفَيْهَا بِنَفْخَةٍ ، أَكْمَامٌ قَصِيرَةٌ قَدْ كَشَفَتْ عَنْ كَتِفَيْهَا وَ عَظَمَتَيْ تَرْقُوتَاهَا لَا تَسْتُرُ مِنْهُمَا كَمَا هُوَ الْحَالُ مَعَ رَقَبَتِهَا الَّتِي غَطَّتْ بِطَوْقٍ فَضِيٍّ سَمِيكٍ الْتَصَقَ بِهَا لِكَوْنِهِ ضَيِّقًا لَكِنَّهُ كَانَ نَاعِمًا عَلَيْهَا ، شَعْرُهَا نَشَفُوهُ سَرِيعًا لِكَوْنِهَا كَانَتْ قَدْ أَنْهَتْ تُوا حَمَامَهَا الصَّبَاحِيَّ ، جَمَعُوهُ لِلْخَلْفِ أَعْلِي رَأْسِهَا كَذَيْلِ حِصَانٍ مَشْدُودٍ قَدْ وَضِعَتْ خَصَلَاتُهُ أَعْلَي كَتِفَيْهَا تُغَطِّيهِمَا وَ الْبَاقِي قَدْ وَقَعَ عَلَيَّ ظَهْرُهَا لِكَوْنِ خَصَلَاتِهَا طَوِيلَةً لِلْغَايَةِ ، غَرَّتْهَا قَدْ سَقَطَتْ عَلَيَّ جَبْهَتُهَا الْبَيْضَاءُ فَوْرَ فَكِّهِمْ إِسْطُوَانَةَ التَّصْفِيفِ عَنْهَا.