أفـرُودِيــت || لِيـسكُــوک

·﴿ الفَصلُ: العَاشِرُ ﴾·

« قـــــــــــــــــراءة ســـــــــــــــــــعـيـدة »

***

مَضَتْ دَقَائِقُ كَثِيرَةٌ وَ هُوَ لَازَالَ مَعَهَا دَاخِلَ مِسَاحَةِ قَصْرِهَا ، أَخَذَتْهُ نَحْوَ قَاعَةِ الطَّعَامِ الَّتِي اعْتَادَتْ الْجُلُوسَ بِهَا وَحِيدَةً لِانْشِغَالِ صَدِيقَاتِهَا بِأَعْمَالِهِنَّ.

جِيسُّو لَمْ تَكُنْ قَدْ عَادَتْ بَعْدُ مِنْ سَفَرَهَا رُفْقَةَ أَبِيهَا وَ فَوْرَ عَوْدَتِهَا فَقَدْ لُهِيَتْ بِأَعْمَالِ الْقَصْرِ وَ تَنْظِيمِ الْجَدَاوِلِ وَ رَوَاتِبِ الْمُوَظَّفِينَ الْعَامِلِينَ هُنَا.

جِينِيٌّ قَدْ مُضِيَ عَلَيَّ عَمَلُهَا رُفْقَةُ لَالِيسَا هُنَا بِضْعَةَ أَشْهُرٍ وَ هِيَ بِالْفِعْلِ بِبَعْضِ الْأَحْيَانِ تَجِدُهَا رُوزِي تَشُدُّ شَعْرَهَا وَهِيَ بِالْمَمَرَّاتِ لَيْلًا ، هَكَذَا بَدَأَتْ الشَّائِعَاتُ بِالِانْتِشَارِ بِدَايَةً مِنْ لِسَانِ رُوزِي الَّتِي اخْذَتْ بِتَنَاقُلِ كُلِّ مَا تُشَاهِدُهُ فِي الْعُمُومِ أَثْنَاءَ تَنَاوُلِهَا لِلْبِطَاطَةِ نُزُولًا وَ طُلُوعًا عَلَيَّ السَّلَالِمُ.

وَ رُوزِي هِيَ خَادِمَةٌ عَامِلَةٌ بِالْقَصْرِ فِي النِّهَايَةِ ،
سَبَقَ وَ أَنَّ عِفَّتَهَا لَيْسَا عَنْ ذَلِكَ بِالْفِعْلِ بَعْدَ مُقَاوَمَةٍ دِرَامِيَّةٍ مِنْهَا كَانَتْ النِّهَايَةُ لِذَلِكَ أَيْضًا تَنْفِيذَ مَا أَرَادَتْهُ لَيْسَا ، لَكِنْ لَا يُمْكِنُ لِأَحَدٍ الْجُلُوسُ رُفْقَتُهَا عَلَيَّ طَاوِلَةُ الطَّعَامِ إِلَّا إِنْ كَانَ مِنْ الْعَائِلَةِ الْمَالِكَةِ لِهَذَا الْقَصْرِ.

وَ هَذَا مَا جَعَلَهَا تَتَنَاوَلُ وَجَبَاتِهَا بِغُرْفَتِهَا فَأَصْبَحَ خُرُوجُهَا ضَئِيلًا لِلْغَايَةِ.

تَظَنُّ انْهَا بِالْفِعْلِ قَدْ تُخْطِئُ بِسُلُوكِ الْمَمَرَّاتِ بِالْقَصْرِ الَّذِي تَعِيشُ بِهِ إِنْ سَارَتْ لَيْلًا وَحْدَهَا لِأَنَّهَا قَدْ مُضِيَ عَلَيَّ مَشْيُهَا بِكُلِّ مَمَرٍّ هُنَا أَكْثَرُ مِنْ السِّتُّونَ يَوْمًا عَلَيَّ الْأَقَلُّ.

مُجَدَّدًا لَفَتَ نَظَرَهَا لِرُوزِي الَّتِي تَدْفَعُ الْكُرْسِيَّ الَّذِي تَجْلِسُ عَلَيْهِ بِحَالَةِ تَوَتُّرٍ ، نَظَرَاتُ هَذِهِ الْوَرْدِيَّةِ غَرِيبَةٌ نَحْوَ الرَّجُلِ الَّذِي يَسِيرُ وَرَاءَهُمْ يُرْجِعُ يَدَيْهِ لِلْخَلْفِ يَعْقِدُهُمْ سَوِيًّا بِأَصَابِعِهِ وَ رَأْسُهُ مَرْفُوعٌ يُنَاظِرُ السَّمَاءَ مِنَ النَّوَافِذِ الَّتِي تُجْعَلُ مِنْ كَامِلِ الطَّوَابِقِ مُسْتَنِيرَةً ، تَسَاءَلَ مَاذَا يَفْعَلُونَ بِفَصْلِ الصَّيْفِ؟