أفـرُودِيــت || لِيـسكُــوک

·﴿ الفَصلُ: الخَامِسَ عَشَر ﴾·

« قـــــــــــــــــراءة ســـــــــــــــــــعـيـدة »

***

كَانَ وَ بَيْنَمَا هُوَ حَامِلٌ لَهَا تَسْتَمِرُّ بِتَفَقُّدِ الشَّارِعِ بِعَيْنَاهَا مِنْ هَذَا الْإِرْتِفَاعِ ، كَانَتْ عَالِيَةً لِلْغَايَةِ تُرِي الْأَرْضَ بَعِيدَةً عَنْهَا بِكَثِيرٍ ، كَانَتْ تَشْعُرُ بِرَاحَةٍ عَارِمَةٍ شَعَرَتْ بِدِفْئٍ وَ طُمَأْنِينَةٍ غَرِيبَةٍ عَلَيَّ الرَّغْمَ مِنْ انْ هَذَا الرَّجُلِ لَمْ تُقَابِلْهُ إِلَّا قَبْلَ يَوْمَيْنِ..

كَانَتْ قَدْ تَخَطَّتْ السَّاعَةَ مُنْتَصَفَ اللَّيْلِ بِالْفِعْلِ انَّهَا الْآنَ الثَّانِيَةُ صَبَاحًا ، حَيْثُ كَانَتْ الشَّوَارِعُ فَارِغَةً وَ الْأَمْطَارُ تَضْرِبُ الْأَرْضَ ، صَوْتُ الْمَطَرِ كَانَ عَالِيًا وَ قَوِيًّا يَبْعَثُ الرَّاحَةَ لَهَا ، بِالرَّغْمِ مِنْ أَنَّ الْجَوَّ كَانَ بَارِدًا عَلَيْهَا خَاصَّةً وَأَنَّهَا مُبَلَّلَةٌ بِالْفِعْلِ بِأَكْمَلِهَا..إِلَّا أَنَّهَا لَمْ تُشْعُرْ بِالْبُرُودَةِ بِأَحْضَانِهِ..لَقَدْ كَانَتْ دَافِئَةً لِلْغَايَةِ بِكَامِلِ أَحْسَنِ الْأَحْوَالِ..

كَانَ بَيْنَ الْفَنِّيَّةِ وَ الْأُخْرِي يَتَفَقَّدُهَا بِطَرَفِ عَيْنَاهُ يُنَاظِرُهَا كَالطِّفْلِ الصَّغِيرِ تُحَرِّكَ وَجْهَهَا يَمِينًا وَ يَسَارًا تَنَاظَرَ الْعَالَمُ حَوْلَهَا ، تَسْتَمِرُّ بِجَعْلِهِ يُشْعِرُ بِالْفُضُولِ حَوْلَهَا أَكْثَرُ فَأَكْثَرَ..تُسَآءِلُ مُجَدَّدًا كَمْ انَّهَا مُتَقَلِّبَةُ الْمِزَاجِ وَ سَرِيعَةَ الْبُكَاءِ..

كَيْفَ أَنَّهَا بِكُلِّ مَرَّةٍ يُقَابِلُهَا يَجِدُهَا بَاكِيَةً ، وَ فَوْرَ مَا يَتَحَسَّنُ مِزَاجُهَا تَعُودُ وَ كَأَنَّ شَيْئًا لَمْ يَكُنْ..

كَيْفَ يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ شَخْصًا مَا سَرِيعَ التَّقَلُّبِ هَكَذَا؟
أَوْ بِالْأَحْرِي..كَيْفَ يُمْكِنُ لِأَيِّ شَئٍّ بَسِيطٍ قَلْبَ يَوْمِهَا وَ جَعْلَهَا بِهَذِهِ السَّعَادَةِ أَوْ الرَّاحَةِ لِحَدِّ تَنَاسِي دُمُوعٍ كَثِيرَةٍ قَدْ قَامَتْ بِذَرْفِهَا..

نَاظَرَتْ حَيْثُ يَتَّجِهُ بِجَسَدِهِ الْكَبِيرِ وَ قَدْ كَانَ يَقْصِدُ عَرَبَةً كَبِيرَةً ، ذَاتَ الْعَرَبَةِ الَّتِي رَأَتْهُ يُغَادِرُ بِهَا.

فَوْرَ مَا رَآهُمْ سَائِقُ الْعَرَبَةِ حَتَّي هَرَعَ نَاحِيَةُ سَيِّدِهِ مَنَحَنِي لَهُ
"حَضْرَةُ اللُّورْدِ إِلَيَّ أَيْنَ تَوَدُّ الذَّهَابَ."

صَمْتْ لَوْهْلَةٍ حَتَّي حَدَقَ بِالَّتِي يَحْمِلُهَا بَيْنَ أَحْضَانِهِ تُنَاظِرُهُ بِأَعْيُنٍ لَامِعَةٍ بَرِيئَةٍ تَنْتَظِرُ مِنْهُ النُّطْقَ.
"لَا أَعْلَمُ بَعْدُ ، تَجَوَّلَ بِنَا لِبَعْضِ الْوَقْتِ."