5

1.1K 92 67
                                    

نفس اليوم يُعاد منذ ستة أيام

بدا له و كأن الوقت تجمد لكنه لم يكن إلا عالقا في اللاشعور ، روحه غادرته منذ مدة و بقي جسده خالي الجوف

تلمست أطراف أصابعه الكلمات المكتوبة على أخر ورقة في الكتاب الذي انتهى من قرائته للتو
' لكل شيء نهاية '

إذا كان لكل شيء نهاية هل سيكون هناك نهاية لألمه؟
هذا ما فكر به

أغلق الكتاب و وضعه بعشوائية فوق سطح المكتب بعد أن رن منبه هاتفه لينهض بعد ذلك يجهز نفسه للذهاب إلى المدرسة

غير لاصقة الجروح التي كانت تغطي جرح وجنته و إرتدى زيه المدرسي بسرعة قياسية ثم وضع حقيبته على كتفه و مشط شعره بأصابعه من دون النظر إلى المرآة و لم ينسى هاتفه لأن حمله معه أينما ذهب كان أحد الشروط التي وضعها والده ليسمح له بالعودة إلى المدرسة

خرج من الغرفة ثم ركض إلى الخارج ، هذا يومه الأول في المدرسة بعد انقطاع و لا يريد التأخر

ركب السيارة التي كانت تنتظره ليحرك السائق إلى وجهته ، نظر من النافذة إلى مدخل القصر لربما تخرج روز لتلحقه بصندوق الطعام كما تفعل دائما لكنها لم تخرج

أعاد رأسه للخلف حيث المسند بإرهاق مسدلا جفنيه على عينيه و لم يفتحهما حتى وصل إلى المدرسة

نزل من السيارة بصمت و عبر الباب يمشي بخطوات ثقيلة و ملامح جامدة بين الطلاب الذين كانوا ينظرون له بكره و يتهامسون لكنه لم يعطي للأمر اهتماما لأنه علم أن سونغ لن يسكت بعد ما فعله به و يبدو أنه نشر إشاعة ما

وصل إلى الصف أخيرا و تزامن دخوله مع دخول المعلم ليصمت الجميع و هو اتجه إلى مقعده في الأخير و جلس بهدوء لتمضي ساعتان تابع فيهما المعلومات التي قُدمت له باهتمام و تركيز شديد فقده عند شعوره بالدوار

" جونغكوك عليك الذهاب إلى العيادة "
تحدث المعلم بعد أن لاحظ ملامح التعب البارزة على وجهه ثم وجه أنظاره إلى الطلاب تزامنا مع سؤاله
" من سيرافقه ؟ "

وقف جونغكوك عندما عم الصمت وجمع أقلامه و اوراقه يضعها دفعة واحدة في حقيبة ثم حملها بسرعة
" لا بأس يمكنني الذهاب بمفردي "

خرج من الصف و مشى في الرواق بخطوات غير متوازنة حتى سقط على ركبتيه و تناثر كل ما داخل حقيبته على الأرض ، هو نسي اغلاقها

تنهد بتعب و زحف يجمع أشياءه ثم وقف مستندا على الجدار و أكمل طريقه الذي كان بالكاد يراه

Drown in gray Where stories live. Discover now