9

1K 88 63
                                    

.

رفع خصلاته المبتلة عن جبينه ليستطيع قراءة اللافتة ثم فتح هاتفه يقارنها مع ما كتبه تايهيونغ في رسالته النصية ، لقد اقترب

تسارعت خطواته بوتيرة ثابتة حتى بدأ بالركض ، المطر أصبح أكثر غزارة و المياه اخترقت ملابسه و ربما بللت بعضا مما تحويه حقيبته بداخلها لكنه لن يتوقف عن الركض فلهفته للقاء تايهيونغ بعد يوم طويل كانت أقوى من كل شيء

هو الأن أصبح يمتلك سببا للاستيقاظ كل يوم ، سببا للابتسام ، سببا للتحدث ، سببا للاستمرار فقط لأن أحدا ما ينتظره في نهاية الطريق

و لم يكن كأي أحد

ظهرت بوابة المدرسة على مرآى بصره من بعيد لكن لم يكن هناك أحد ، هو تأخر كثيرا و يبدو أنه قد رحل

  بدأت خطواته بالتباطئ شيئا فشيئا حتى توقفت قدماه أمام البوابة محبطا ، هو يعلم أنه من تأخر لكن لماذا يشعر بالخيبة ؟

" جونغكوك "

التفت إلى الجانب الأخر من الطريق ليرى أن تايهيونغ كان واقفا يحمل مظلة في يد و يلوح له باليد الأخرى

شعر و كأن أزهارا نبتت داخل صدره و امتدت إلى شفتيه و مع كل خطوة كان يخطوها تايهيونغ نحوه كانت ابتسامته تتوسع أكثر فأكثر حتى ظهرت أسنانه

" لماذا لم ترحل ؟ لقد تأخرتُ لأكثر من ساعة "
جونغكوك كان يريد أن يقول انه مسرور لأنه لم يرحل و انتظره طويلا ، أراد أن يقول أنه سعيد لرؤيته لكن لا يعلم لماذا خرجت منه تلك الكلمات عوضا عن هذه

" حتى لو وصلت مع إشراقة الغد كنت ستجد أنني لازلت أنتظرك "
وقف أمامه بقرب شديد جعل رائحة عطر الفراولة الخاص به تختلط مع أنفاسه و حجب جسده عن المطر بمظلته

" لقد ذهبت لشراء مظلة من المتجر المقابل و وجدت هذا ، أليس لطيفا ؟ "
رفع الدب البني الصغير الذي كان متصلا بحمالة مفاتيح ليتدلى أمام وجهه

" أجل إنه كذلك "
ابتسامته كانت لاتزال مرتسمة على شفيته و ستظل كذلك ما دام معه

" امسِك بالمظلة سأعلقه على حقيبتك "
ناوله المظلة ثم اقترب أكثر و انحنى قليلا ليلاحظ جونغكوك نفس الحمالة على حقيبته ، لا شيء يدفئ قلبه كما تفعل تصرفات تايهيونغ العفوية معه

اقام تايهيونغ ظهره و أحاط ذراع جونغكوك التي كانت تحمل المظلة بكلا كفيه ليبدأ بالمشي معه
" هكذا أفضل حتى لا تضطر لإمالة المظلة "

هو مبتل كليا يجب أن يشعر بالبرد لماذا ارتفعت حرارة جسده عوضا عن ذلك ، تايهيونغ دافئ

Drown in gray Where stories live. Discover now