لِنكنْ أصدِقاء

2K 198 186
                                    

لأن هناك شطآنًا بين ما تريده و ما سيحدثُ فعلًا .







يرتبَ يونغي دفاترهُ و أقلامهُ بعنايةٍ على الطاولةِ أمامهُ ، الطلبةُ يدخلون إلى القاعةَ بشكل أكبر كلما اقترب وقت المحاضرةِ ، و هذا ما جعل الأصوات تضيعُ بين بعضها جاعلةً المحيطَ مثاليًا ليونغي كي لا يسمع ما لا يريد سماعه ،

شعر بتشنج أطرافهُ لكنه مثل بصعوبةٍ أنهُ مرتاح ، الدفتر الأزرق على الطرف الأيسر ، الأقلام بالمُنتصف ، هل عليه وضعها بشكلٍ عمودي ام أفقي ؟

في الواقع هو لم يكن مهتمًا بأي من هذا ، لكنه أراد اشغالَ نفسهِ بأي شيءٍ حتى لا يضطر إلى الحديثِ مع أحد ،

ازداد تشجنهُ حالما جلس أحدٌ بجواره،  لم يتجرأ على الالتفاتِ حتى ، هو ممتن أن أحدًا لم يتعرف عليهِ في القاعةِ بعد ،

لقد وضعَ قانونًا جديدًا للتو ، هو عليه أن يتحاشى التواصل البصري كي لا ينتبه إليه أحد.

" هل معك قلمٌ إضافي رجاءً؟"

نقرهُ الفتى بلطفٍ على كتفه ، و هذا جعل يونغي يتمنى أن ينفجر بركان وسطَ الجامعة كي يهرب من الحديث،

أراد يونغي بشدةٍ أن ينفي برأسهِ فحسب ، و لكنهُ يضع ثلاثة أقلام على الطاولةِ أمامه ، سيكون وقحًا منهُ أن يرفض طلبَ الفتى ،

جمع شجاعته و قرر أن يأخذ الأمر ببساطة ، إنهُ مجردُ قلمٍ في النهاية، التقطَ قلمًا أسودًا و قدمه دون أن يتواصل بصريًا .

" تفضل ."

ابتسمَ له الفتى و اخذَ القلمَ بعدما شكرهُ ،

بضع دقائق مرت بينما يونغي يفكر بما حدثَ توًا ، ربما لم يكنْ عليه تعقيد الأمورِ من البداية،

ما أسوأ ما قد يحصل إن تعرف عليهِ أحد؟ هو أنهى فترة عقوبته بالفعل ، لم يعد سجينًا ، إنهُ كأي طالبٍ آخر في الجامعة،

أرخى كتفيهِ تدريجيًا بعدما شعرَ بالأمان ، فكَ قبضتهُ المشدودة ، و وضع كلتا يديهِ على الطاولةِ أمامه ينتظرُ المُحاضر .

هو رُبما يكون اشتاق حقًا لهذا النوع من الروتين الذي كرهه في الماضي،  الذهاب إلى الجامعة و التركيزُ في المحاضرات ، التوتر الحاصل قبل الامتحان ، المشاريع الجماعية و الفردية ، في السجن لقد فكر كثيرًا بأيامهِ هنا ،

كان يدونُ بتركيزٍ كل ما يقولهُ المحاضر ، أراد الانغماس في الدراسة عميقًا فقط كي لا يقع ضحيةَ أي مشاعرَ أو افكار سيئة أُخرى.

Under control | تحتَ السَيطرة  Where stories live. Discover now