الأول : كلاٌ في مكانه

415 15 33
                                    

- قراءة مُمتعة رفاقي 🥰🌝

••••••••••••••••••••••••••••

صوتُ صريرٍ....مكابح سيارة تتوقف ....... و احتكاكُ اطارات ،صراخ و بكاء ثم صمتٌ تام.
لا يرى شيء فقط ظلام دامس كحيل و فجأة يجد دفء بشكل رهيب استوطن جهه قلبه بين اضلاعه نظر و للواهلة الاولى قد عاد نظره كأن كان هناك غشوةٍ على عينيه.
نظر جهه الدفء الغريب الذي احبه و بشدة وجدها فتاة ذات عيون عسليه رائعه كحيله و لم يرى منها غير عينيها .

تأوه داخلياً يلتمس هذا الدفء الرهيب الذي استوطنه و اطمئن لوجوده لكنه تعجب هو منها و من توجداها هنا بين احضانه و كأنها خُلقت لها وهو حتى لا يعرفها لكن لِمَ هي تضمه بكل اشتياق و رُبما......خوف ؟؟!.
الاجابه على سؤال كان بضمه هو لها و أيضاً لا يزال لا يعرف من هي او سبب ضمه لها بكل هذا الاشتياق و الحنان و العاطفه الجميله التي تسرسبت لقلبه و من ثمَ وجدها تبتعد ببطئ اضحى امام عيناه سرعة و ذاك الدفء يُسحب منه مسبباً تأوه خرج منه و اضحاً يبتعد لبحل مكانه برودة لم يجد مثلها إلا عند القطبينِ رُبما .

وهي تقول بلغته العاميه المتداولة
" قربنا ....قربنا ياعدنان "

آفق هو بشهقه خرجت منه و كأن انفاسه كانت تُزهق تحسس هو موضع قلبه والذي كان باردٍ يابساً كجحرٍ اصم جلمديّ .
تمنى هو ذاك الدفء ، تمنى ان يثبت به طيله العمر و لم تغب عنه نظره تلك العينان و النظرة بهما عينان فاتناتان لم يرى مثلهما قط ، محطاتان ببعض السواد الذي اضحى يغمرهما كما يغمرُ الظلامُ القمر تذكر نظرة العينان نظرة الخوف و الاستجداء و الاشتياق كأنهما تشتاقان اه ولأحضانه و الخوف و البُعد الذي لا يعلم من اين آتى او لِمَ ابتعدت ...!

ادار وجهه ينظر للسماء المُحببه لقلبه ببسمه ثم استمع لصوت احد يقول " الملوخيه التلاته بعشرة ياوليه "
ابتسم من مقعده بسخريه يقول : " التلاته بعشرة ياوليه طب انت بتشتمها ولا بتقولها السعر ، اية ده يارب "

استقام بنظرة ساخرة لطالما كانت على محياه فهو "عدنان احمد المحلاوي " الطبيب الساخر و الغير متوقعٍ افعاله

نظر بسودويتاه للسماء و قد كان من طوال القامه معتدل القوام و خفيف الظلِ أيضاً يمتلك بشرة قمحية محببه لديه
سمع صوت يناجي بأسمه فأبتسم بسخرية و هو يبصر الداخل لغرفته ذاك الشاب الطويل بعض الشيء يصغره ببعض السنتيمترات و السنواتِ أيضاً فكان هو الاكبر بسنة واحدة فقط
عدّل الشاب من وضعية نظارة نظره السوداء و هو ينظر له بعينيه البُنيه ووجهه البشوش رقيق الملامح يقول بمزاح و صوت مرتفع
: "اهو صاحي يا ليلى حاجه متوقعنهاش بصراحه "
تقدم الشاب منه يلكزه ببعض الحدة في كتفه و هو يبتسم و يقول
_ قاعد بتعمل ايه يا دكتور مش في عيانين و مستشفى و لا عاوز تترفد النهاردة ؟
نظر عدنان ببرود معهود لديه فكان البارد في هذه العائلة الكبيرة الصامت الغاضب في اقل الاحيان و قال بثقته المعهوده
_ اترفد ايه يا بني ؟؟! انا أساساً مليون مستشفى تتمنى مني اروح يوم واحد ، وحتى لو اترفدت من بكرة هكون في واحدة تانية
ثم تخطه و دلف للمرحاض بمشيه هادئه و برود تضاحك عليه الجميع

عدنان "صُدفة ساقتها الاقدار"Where stories live. Discover now