الخامس : لتطمئن قلوبكم

95 6 2
                                    

- قراءة مُمتعة رفاقي
_____________________________________


الحب ؛ كلمة من أربع حروف تصف كل شئ في تلك الحياة فعندما يعشق احدهم شخص ما فيقول " أُحِبك " و عندما يعشق شئ فيقول " أُحِبه " هي كلمةٌ تُعبر عن مكنونِنا و احتياجنا لشخصٍ اولشئ و لم يكون معنا كلمةٌ يتسابق عليها البشر و تتوقف لِأجلِها الحياة إن فقدنها فأننا فقدنا أنفسنا و فقدنا رحمتنا و .... انسانيتنا .

توقف قلبها و هي ترىٰ هذا المشهد و إذ بصرخةً انطلقت منها وهي تركض على الدرج تصرخ بإسمه في خوف و بلاهة من ما رأت تقول ببكاء قد تفاقم على وجنتيها و سار كما تسير مياة البحر تجري بلا هوادة :

" مــــــــــــــــراد"

يتنفس بهدوء يتحسس اماكن الطعن الذي كان سببها هذا الوغد فقد طعنه ثلاث طعنات على حين غرة و هو لا يرى و لا يأخذ بالاً لهذا ، لكنه الآن على الارضية لا يرى سوى السماء التي استحالت السواد كحياته تماماً يستمع لصراخ والدته و الذي ميزه بصعوبه من الاصوات المتداخلة و صرخات ضياء التي كادت ان تُصم الآذان و قد كان صوتها مرتفع وهي تقترب من جسده .

قاومت بشدة اوجاع دماغها التي تفاقمت و تحاملت على نفسها لتركض خلف ضياء التي كانت تشبه المجانين الآن تصرخ بإسم مراد و تركض على الدرج بسرعة حتى كادت ان تسقط عدة مرات لكن تقاوم و هي فاقدة لعقلها و لا ترى غير مشهد سقوطه ، تصرخ بهستيرية افزعتها بل افزعت الجميع ركضت خلفها لتجد المشهد كالآتي :

مراد على الارضة يسبح في بركه دمائه التي هبطت بشدة شاخصةٌ ابصاره تجاه السماء يبتسم لها بهدوء ، ضياء تجلس القرفصاء جانب جسده لا تتحرك و لا تتحدث فقط تبكي ، عدنان و مالك يبرحان الاثنان المتبقيان بعد هرب الثالث ضرباً حتى كادوا ان يفقدوا وعيهم و الاخر الذي ضرب مراد ركض هرب بعد ان فعل فعلته .

جلست بجانب ضياء التي فقط كانت تبكي تنظر لجسده و دمائه بهدوء و صمت غريب في حالتها ، جاءت فيروز ببكاء وهي تصرخ و خلفها باقي النساء ببكاء جلست القرفصاء بجانب جسد ابنها وهي تضع رأسه على جسدها تهز بلطف تقول :" مراد حبيبي ؛ حبيب ماما اصحى اصحى يا حبيبي فتح عينك ، انا.....انا ...عارفه انك موجوع بس مهما كان انت بتحب ماما و مش هتسبها صح و هترجع تاني عشان تنام معايا في حضني انا اسفه انا اسفه يا روحي انا سيبتك كتير و ضايقتك كتير و منعتك عن حاجات كتير بس انت بتحب ماما صح...... بتحبها و هتصحى...... يا مراد قوم بقى حرام عليك.......قــــــوم "

صرخت في اخرها وهي تهزه بعنف تبكي و تحتضن رأسه التي غادرتها روحه مؤقتاً .

انتهى من الرجلين هو و مالك ليجد خلفه الجميع مصدوم و في حالة بكاء لم يكن مصدوم كثيراً فهو طبيب و قد رأى من هذه الحالات كثيراً نعم هذا صديقه الوحيد و اخيه الحنون الذي كان دائماً بجواره لكن ان صُدم و ارتعب كما يحثه قلبه الآن سيفقده و هذا ما لن يسمح به أبداَ .

عدنان "صُدفة ساقتها الاقدار"Where stories live. Discover now