✞ صوت في الظلال ✞

المقدمة

⊱━━━━⊰✾⊱━━━━⊰

{ جوناثان إيميت ريد } في الرابع والثلاثين من عمره جراح وطبيب موهوب مختص في نقل الدم يحظى بإعجاب واسع في مجاله بين أطباء لندن، يتقن عمله على أكمل وجه كما أنه لطيف مع المرضى ويراعي مشاعرهم مما جعلهم يحبونهُ ويقدرونه.

جوناثان ريد لم يكن طبيباً فقط ولا شاباً أنيقًا فحسب لقد اجتمعت فيه خصال جميلة صنعت منه شخصاً نبيلاً آثر على نفسه مقابل حياة الآخرين.

الدكتور جوناثان من عائلة نبيلة وثرية من الطبقة العُليا الاستقراطية في مجتمع لندن، يمتلك والدهُ أكبر مصرف في لندن، كانت والدته رسامة هاوية وتبيع لوحاتها، لديه أخت صغرى تُدعى { ماري } ذات 29 عاماً تحب تصاميم الأزياء.

بعد فترة من الزمن اختفى الأب في ظروف غامضة ولم يجدوا له أثر على الأرجح أنه لقي حتفه على متن السفينة التي تحطمت في أعماق البحر ومع مرور السنوات تزوجت ماري بخطيبها توماس ثم انتقلت إلى فرنسا للعيش معه.

عندها رقصت الوحوش بأسم زعماء الدول الأوروبية الكبرى معلنين الحرب التي لا تسبب إلا الدمار غير مكترثين بمعاناة شعوبهم المنكوبة.

في 28 يوليو 1914 قُرعت طبول الحرب على مسامع البشر، وغَنَّتْ أغنية الحرب مناديه لرجالها الشجعان ليفدوا بأرواحهم لأجل الوطن، ذرفت ملايين الأمهات الدموع على أطفالهن الذين رحلوا وضحوا بحيواتهم بلا طائل.

{ الحرب التي ستنهي كل الحروب } كانت كذبة قالها قادة الفساد وصدقها الجنود المستضعفين، لا يأتي السلام بعد الحرب إنما يُولد حرباً أخرى.

اندلعت الحرب العظمى في أوروبا مما استدعى تجنيد زوج ماري، تركها وطفلهم بين ذراعيها راحلاً إلى حرب لا تسبب إلا الدمار وفقد الأحباء ..

مرض ابن ماري الصغير بالإنفلونزا الأسبانية مما أدى إلى وفاته من الحمى الشديدة، بينما كانت تجهز جنازة ابنها الوحيد، صُقِعت بخبر موت زوجها في الحرب كان الحزن والأسى يملأ قلبها الدامي، رجعت ماري إلى قصر عائلتها وظلت بجانب أمها العجوز ..

وفي مطلع عام 1918 اندلعت جائحة الإنفلونزا الإسبانية القاتلة وخّلفت ملايين القتلى ضِعف الذين لقوا حتفهم في الحرب.

خلال هذه الحرب العظمى تم تجنيد جوناثان ريد كطبيب عسكري، مع اقتراب الحرب من نهايتها في خريف عام 1918 ، تم تسريح الدكتور ريد إلى المنزل الذي تحولت عودته من سعادة وفرح إلى فاجعة مروعة.

⊱━━━━⊰✾⊱━━━━⊰