【 𝟜𝟚 】

681 41 80
                                    


الفصل الثاني والأربعون [ عودة ]

༒❈ ❈ ❈ ❈ ❈ ❈ ❈ ❈ ❈༒

{ وهل يُدفن المرء حياً؟ }

اخترق الصوت العذب جمجمته جاعلاً من جسده يجفل برهبة، فتح عينيه بسرعة ليجد امرأة بسترة زرقاء وتنورة ضيقة وقصيرة تقف بثباتٍ أمامه وتحدق به بعيون واسعة وكأنها متعجبة من شحوب بشرة هذا الرجل.

"سيد ريد؟" قالت المضيفة

"لقد وصل القطار إلى أخر محطة يا سيدي" وبدا صوتها المتململ أجشًا بعض الشيء وبلكنة هولندية طفيفة وظفيرة شعرها الجانبية تعطي انطباعاً على أنها من أصول هولندية.

ألقى الدكتور ريد نظرة حوله ليرى المقاعد فارغة "اوه..." وقف والتقط حقيبته "لابد أنني غفوت قليلاً...أعتذر عن عرقلت عملكِ يا أنسة"

أومأت برأسها متفهمة وابتعدت عن طريقه ليمر بجانبها شاهقاً فوقها بطول قامته، وفور أن نزل من باب القطار داهمه صفير الهواء في أذنيه والبرد لم يتمكن من اختراق جلده الميت الذي لم يعد يشعر بالدفء أو البرودة.

أثناء مروره في ساحة انتظار الركاب كان بإمكان جوناثان سماع الضحك في مكان قريب ورأى زوجين عاشقين يقفان على جانب.

شاهد جوناثان المرأة وهي تضع ذراعيها حول رقبة الرجل وتضغط شفتيها على شفتيه بينما لف الرجل ذراعيه حول خصرها وسحبها بالقرب منه.

بينما كان يشاهدهما سمح لنفسه للحظات بالسقوط في مخيلته ماذا لو كان جيفري هنا ينتظره لكان فعل نفس الشيء به، يداه الباردتان على جانبي وجه جيفري وشفتيهما تضغطان معاً في قُبلة شوقٍ طويلة، يضع جيفري يديه على خصر الطبيب بينما كانت أجسادهم تضغط معًا.

{ سنة واحدة ليست طويلة جدًا بالنسبة لك أيها الوغد اللئيم! } يهمس جيفري على شفتيه بينما تتجه سكينته سريعاً نحو عنق ريد لينقطع خياله في هذه اللحظة.

لم يستطع جوناثان إلا أن يضحك ضحكة مكتومة...نعم هذا هو صياده المتبجح هذا ما كان سيواجهه لو كان هنا حقاً.

"آمل فقط أن تسامحني يا جيفري لتركك وحيداً" تمتم لنفسه وهو يغادر محطة القطار، لقد تحمس بخياله بشكل مفرط إنه يأمل فقط ألا يكون غاضباً عندما يلتقيان... ولقائه لن يكون بهذه السهولة.

 ✞ صوت في الظلال ✞حيث تعيش القصص. اكتشف الآن