One

43 6 6
                                    


"هيا أسرع أرجوك ألا تسمع صراخها"
أخبرته وأنا أضع يدي على أذني أحجب صخب صراخها عني
" أقسم إن لم تكن مستعد خلال دقيقتين سترى نفسك خارج المشفى بأكمله "
رأيته يركض بعد حديثي لأتنهد وأهرول انا أيضًا لبدأ أخر عمليات اليوم

رأيته يأتي من بعيد ليقف أمامها يهدأها بكلماته المعسولة رغم كونه من أخرنا " ارجوكِ إهدأي أنستي تنفسي ببطئ سيكون جنينك بين يديكِ خلال دقائق فكري في ذلك وإهدأي رجاءًا كي نستطيع إنهاء رحلة التسعة أشهر"

سقط فكي عندما رأيتها تتمسك بيده وهدأت بالفعل
" أمستعده؟"
أومأت هي له وركضت أنا لأبدأ بعملي
خطواته أصبحت توازيني ليدخل معي غرفة العمليات
" واااه جيمين أنت حقا شيئًا ما كيف إستطعت تخديرها هكذا"

إبتسمةقرب وجهي إبتسامة متفاخرة " إنه سحر وجهي الوسيم .. الجميع يقع لي ما عداكِ أم أنكِ واقعة وتخفين الأمر ؟"
قهقت أنقر جبهته بإصبعي لأبعد وجهه عني " وإن كنت أخر الرجال أيها الأحمق فلن أفعل ، إذهب وأكمل تغزلك بباقي نساء الأرض "

إقترب يأسر وجنتاي بيديه يصدر أصواتٍ غريبة" أتغارين عليّ جميلتي ؟ حسنًا لن أتغزل بغيركِ بعد اليوم"

إكتفيت بركل بطنه والهروله بعيدًا عنه كرد
لأسمع خطواته السريعه تلحق بي لكن توقف كلانا وتبدلت الوجوه المازحة لأخرى جادة عند دلوفنا غرفة العمليات

خرجت قبل جيمين كعادتي بعد كل عملية ولادة لأرى ردود فعل الأباء لرؤية أطفالهم
وضعت الطفلة بين يديه عندما أتى راكضًا عند رؤيتي أخرج
" مبارك لك ولادة طفلك معافى ، ستظل الأم تحت الرعاية لبضع ساعات لكنها بخير لا تقلق"
رأيته يتنهد براحه وينظر لإبنته يقضم شفتيه كابحًا دموعه
لكن عندما أخفض رأسه يغرق وجهها بالقُبل الممتنه السعيده سمعت نحيبه ورأيت الدموع بالفعل تتساقط من عينيه
فبكيت أنا أيضًا كعادتي في تلك المواقف التي أضع نفسي بها
أخبرته بضرورة أخذ الطفلة ليعتنوا بها فأومأ وسلمها للممرضه
وإبتعدت أنا أمسح دموعي قبل أن يراها جيمين

كنت أبدل ملابس العمل عند دخول جيمين دون طرقه للباب
كنت أعلم بالفعل بكونه جيمين لذلك أكملت تبديل ملابسي والتفتت له بعد إنتهائي
" ألم أخبرك مرارًا بطرق الباب قبل دخولك لأي مكان أتواجد به أنا ؟!"

رفع أحد حاجباه بإستنكار لحديثي " ولما ؟ أيوجد شئ لم أره بالفعل ؟"
صفعت رأسه وسحبته من شعره خلفي
" لنرى ماذا ستقول والدتك الحبيبه عن هذا"
تصلب جسده بعد حديثي وعجزت عن سحبه
" أصبح مزاحكِ ثقيلًا "
" لكنني لا أمزح سأخبرها بالفعل "
أمسك بيدي التي تقبض على شعره وانحنى بجسده يترجاني
" أعتذر حقًا.. حقًا أعتذر أقسم سأطرق الأبواب من الأن فصاعدًا حتى باب المرحاض سأطرقه "
" توسل أكثر قليلًا"
إنحنى أكثر يقبل يداي " عزيزكِ جيمين يعتذر من عزيزته ميرا "
إتسعت إبتسامتي عند رؤيتي له هكذا لأسحب يده أقبلها أنا الأخرى
" ماذا تريد أن تأكل اليوم ؟"
إستمعت لقهقهته الصاخبه تلاها الكثير والكثير من الأصناف التي يشتهيها هو


توقف عن الحديث عند رؤيته للفتاه الباكيه امامنا
" مابكِ أنستي؟"
" اريد الاجهاض "

فغرت فاهي بصدمة
الفتاه تبدو في الثامنة عشر على أكثر تقدير
" الإجهاض ؟!" صرخ بها جيمين بإستنكار
" نعم أرجوكما في أسرع وقت الأن إن إستطعتما ، إن درى سيتركني"

إقترب منها جيمين يأخذ بيديها لتجلس على أقرب مقعد " إسترخي وأخبرنين من هو وكم عمرك ؟"

أخذت الفتاه أنفاسًا مهزوزة لتجيبه " حبيبي هو من سيفعل أخبرني بأن أخذ إحتياطاتي ولكنني نسيت أرجوك فقط قم بفعلها لأجلي إن لم يفعل حبيبي ذلك والدي سيقتلني ، أنا مازالت فالسابعة عشر"

نظر لي جيمين يطلب المساعده فإنحنيتُ أنا لأوازيها
" كلانا لا يستطيع مساعدتك عزيزتي نحن لا نقوم بعمليات الإجهاض ولن تجدي أحدًا يقوم بها لكن يمكنني مساعدتك بطريقة أخرى ، كم عمر حبيبك ؟"

"هو في الثامنة عشر"
عض جيمين شفتيه بقلة حيلة
" أعلم أنني صغيرة أعلم أنه هو أيضًا صغير ولم يكن علينا التعمق في علاقتنا لتلك الدرجة وكان يجب عليّ الحرص على أخذ المانع لكن لا أعلم ما حدث وقتها، أرجوكِ ساعديني الجنين لم يكمل الأسبوعان بعد سيكون من السهل إجهاضه أتوسل إليكِ حياتي متوقفه على ذلك " إنهارت الفتاه وهي تصرخ بتلك الجُمل لتعانقها ميرا

" هل هو يحبك حقًا أعني هل تضمنين حبه لكِ ؟"
" نعم نحن معًا منذ فترة طويلة هو يحبني كثيرا "
" إذًا لما لا تحاولي إخباره ربما يتقبل الأمر وتحتفظا بالجنين؟"

أخرجت الفتاه هاتفها بأيدي مرتجفة تنوي الإتصال به
ضغطت على قبضتي وسقطت دموعي عند سماعي لرد من أخبرتني انه حبيبها
لم تمهلني الوقت لأواسيها أو أضمها أو حتى أجد لها حلًا أخر

رأيتها تركض من أمامي في لمح البصر
سحبني جيمين لصدره في لحظتها وعندها سمعت صوت إرتطام يليه مكابح سيارة تحتك بقوه بالارض
أردتُ الإلتفات لكن شدد جيمين من إحتضاني
كي لا أرى الفتاه الغارقه بدمائها أسفل السيارة
ركض بي لداخل المشفى يبعدني عن ذلك المشهد وخرج هو يتفحص الفتاة وينقلها للداخل


___________________________

يتبع...

libray's library Where stories live. Discover now