12

438 90 65
                                    

-
-

فتحت عينيّ ببطء، واستقبلت لوحة فنية حية بألوان الطبيعة. السماء كانت صافية، والشمس كانت ترسم أشعتها الدافئة على الأرض بلطف. رصدت تفاصيل الطبيعة المحيطة بي، حيث تمازجت أشجار الغابة معًا لتشكل سمفونية من اللون الأخضر المهدئ. الزهور البرية كانت تراقصت على إيقاع الرياح اللطيفة، ملونة الحقول بألوان متنوعة. لم يكن هناك منزل، لكنني وجدت نفسي في أحضان الطبيعة البكرة، حيث الهدوء والجمال يلامسان قلبي بسحر خاص. كأنني قد تألقت بشدة لاكتشاف هذا العالم الساحر.

في لحظة مفاجئة من الفناء، تفقدت جسدي وتلاشت الحدود الجسدية، كأنني غرقت في بحر من اللامحدود. كان الظلام يلفني، ولكنني استمعت إلى صوت هادئ، كانت أناملي تلمس ببطء أذني. في تلك اللحظة الحساسة، كشفت لي اللمسة الدافئة أن أذني بخير، وتجلى في ذلك اللحظات أن السلام والكمال يمكن أن يظهران في بساطة اللمسة والتأمل، حيث عادت حدود الجسد إلى وجودي وأدركت أن كل شيء بخير.

كملت رحلتي بين الحقول، فرفعت ذراعيّ كأجنحة تحيط بي، تنقل روحًا مليئة بالأمل والحماس. جريت بخفة وثقة، وكل خطوة كانت خطوة نحو حريتي الجديدة، حيث تسربت السعادة إلى كل خلية في جسمي. أغمضت عينيّ كمن أفتح قلبي للعالم، ولم أعد خائفًا من الوقوع، بل استقريت في هذا المكان الخالد، حيث أصبحت جزءًا من تلك الطبيعة الجميلة. أعيش اللحظة بكل تفاصيلها، حيث يمتد الزمن وتنسج حكايتي مع لوحات الحقول الخضراء والسماء الصافية. أصبحت جزءًا من هذا العالم كروح حرة، حيث تتراقص خطاي على إيقاع حياة خالدة.

" هل هذا هو النعيم ! هل كُنت شخصاً جيد ! "

" جين "

صوت الهمس يعود ليخيم في أذني، ولكن هذا الهمس ليس مجرد صوت عابر، إنما هو الصوت الذي أعرفه جيدًا، الذي أخبرني في وقت سابق بضرورة الهروب. هو صوت الحرية المكبوتة

توقفت عن الجري بينما أستجمع نفسي نظرت نحو الأمام فوجدت.

" جدتي ! أبي ! "

أمامي تظهر أجساد جدتي ووالدي، ورغم فرحتي العارمة بلقائهما، يعتريني شعور من الحنين والأسى. تتسارع أمنيتي الصامتة أن يكون جونغكوك بجواري في هذه اللحظة الخاصة، فأعيش تناقضًا مؤلمًا بين فرحتي بلقاء أحبائي وحزني على غيابه. يملأني شعور بالخوف على جونغكوك، أخشى أن يكون قد تجرع نفس الألم الذي أشعر به الآن.

" جين صغيري "

تقترب تلك المرأة مني بخطوات هادئة، وتحيطني بذراعيها بحنان لا مثيل له. ينبعث منها رائحة جميلة، رائحة الأمومة بكل تأكيد. في هذا اللحظة الفريدة، تعبق من حولي همسات الراحة والحنان، ويتلاقى عبيرها الدافئ مع همس اللحظة. يغرق عقلي في تلك الرائحة الفاتنة، حيث تنعكس فيها أنغام الرعاية والحماية.

أغلق عينيكَ || JK-KSJ ✓Where stories live. Discover now