14

403 63 63
                                    

-
-

في لحظة مشحونة بالتوتر، التقت أعينهما بعبوس وسخط، كأن كل نظرة كانت تحمل عبئاً من الغضب المتبادل. كانت تلك اللحظة مخيفة بالنسبة لنامجون، فقد شعر بأن الهواء نفد من حوله، وأن كل كلمة قد تتساقط كقطرات المطر الثقيل. ومع ذلك، لم يظهر على وجهه سوى تصميم صلاب، ووقف بكبرياء أمام تلك الأنظار المليئة بالانتقاد والسخرية.

بالرغم من مخاوفه الداخلية، استطاع أن يثبت وجوده بكل شموخ، دون أن يظهر على وجهه أي علامة من علامات الخوف. ربما كانت هذه اللحظة هي التحدّي الذي كان يحتاج إليه ليثبت لنفسه وللآخرين أنه لا يمكن أن ينكسر بسهولة، حتى في وجه أصعب التحديات. وكما يقال، في بعض الأحيان، تكمن قوة الإنسان في قدرته على مواجهة الظروف الصعبة بشجاعة وكرامة، وهذا ما أبان عنه في تلك اللحظة المحفوفة بالتوتر والتحدي.

" ماذا لو رأيت مخاوفك ؟ "

" لا أملك مخاوف لذا لا أهتم "

" اووه حقاً ؟ أبن العاهر لا يملك مخاوف ! هذا مُثير للضحك "

بدأ يضحك بِشدة و أعاد رأسه للخلف لينطق بِتهكم.
" الجسر "

رفع رأسه ليلتقي عينيه بأعين الذي أمامه و ضحك. 
" هل فقدت قدرتك على الحديث ؟ "

" كانَ مُجرد حادث لم أفتعله "

" لكنك قتلتها "

" لستُ كذلك "

" بلا أنت كـ ـذَ لِـ ك "

" أخرس أو سأدعك تخرس بطريقتي "

" أقترب إذاً "

" لما لا تقترب أنت ؟ "

" هذا البشري ضعيف و يحتاج لِبعض الراحة أيها الملعون "

" إذاً هل نعيد نشاطك ؟ "

رُفِعَ حاجبه بتكلفة، وتنساب الابتسامة على شفتيه بملامح نصر واضحة. دَخَل كفه السحري بثقة إلى جيب معطفه، وما إن وغلفت يداه حول القارورة الصغيرة حتى أُخِرِجَها بحركة متقنة. لم يكن هناك خوف في عينيه، بل كان هناك ذلك الهدوء الذي يفصح عن تحكم مطلق.

أغلق عينيكَ || JK-KSJ ✓Wo Geschichten leben. Entdecke jetzt