أغلق عينيكَ || JK-KSJ ✓

25

-

-

عندما وقفت الحياة أمامه بوجهها البارد، وكانت حدوده بين الحياة والموت ضبابية، شعر بأنه في ذلك اللحظة الحاسمة التي تحدد مصيره. كان السواد يلتف حوله، ولكن في لحظة الصمت العميق، وجد نفسه يغوص في بحر من الفرص. لم يكن يعلم أن الحياة كانت تحمل له هبة جديدة، ففي تلك اللحظة الحاسمة، قررت الحياة أن تمنحه فرصة جديدة للعيش واكتساب قصة حياة جديدة.

-

-

في لحظة تحقيق العدالة، خرج جين من زنزانته، ليكون الدليل على براءته كانت بصمات يديه لا تتناغم مع تلك التي تم العثور عليها في مسرح الجريمة. كانت الحقيقة البسيطة تحمل في طياتها تحريراً، وقد أعيد تشكيل مسار حياته بعد أن تم استعادة حريته بفضل التقنية التي كانت أداة للعدالة.

" لم أجلب هاتفي, يبدو أنني سأخذ سيارة الاجره "

كانت السعادة تتسلل إلى قلبه برفق، فقد شعر بالأمل الذي عاد إليه.  كانت هذه اللحظة تحمل له لا فقط حرية الجسد، ولكن أيضاً حرية الروح، حيث استعاد ثقته في نفسه وتأكد من براءته. رحل بخطوات ثابتة وابتسامة خفيفة على وجهه.

[ لدى نامجون ]

كان يقود بسرعةً هائلةً، كأن قلبه ينبض بوتيرة متسارعة تتناغم مع صدى مخاوفه. السيارة تمضي على الطريق بتسارع مجنون، وراء هذه السرعة الجنونية يكمن الخوف العميق من فقدان صديقه. كل لحظة تمر تذكّره بالثمن الثقيل الذي قد يدفعه إذا لم يصل إلى وجهته في الوقت المناسب. السرعة أصبحت له وسيلة للهروب من الظلام الذي يخيم فوقه، ورغم أنه يعلم أن السرعة قد تكون طريقة خطرة للتعامل مع الخوف، إلا أنه لا يملك خياراً آخر سوى الاستمرار في السباق ضد الزمن للحفاظ على حياة صديقه.

بعد نصف ساعة من القيادة بسرعة، وصل إلى المنزل كمن يخوض سباقاً مع الزمن. نزل من السيارة بسرعة، القلب ينبض بشكل هستيري، والأنفاس تتسارع مع كل خطوة. كانت الوجهة واحة هدوء، ولكن الصمت لا يزال يلفظ اسم صديقه في كل نفس يأخذه. الوقت يمضي ببطء أمام عينيه، وكل لحظة تبدو كأنها ساعة.

ركض نحو باب المنزل، ولكن توقف فجأة عندما وصلت إليه أصوات ضرب وتعنيف تنبعث من داخل الجدران. بدا وكأن الزمن تجمد في مكانه، انحنى قليلاً نحو إحدى النوافذ، وكأنه يخترق حاجزاً غير مرئي ليرى الوضع. تناوبت عيناه بقلق وغضب، وعلى وجهه انعكست مشاعر العجز والقلق. لم يعد المنزل مأوى آمناً، بل أصبح مسرحاً لواقع مرير يستدعي قراراً فورياً وعزماً قوياً.