22

215 41 13
                                    

-

-
في لحظة لا تنسى، اقتربت لوريتا من ابنها بشغف، وكأن الهواء نفسه أصبح غامضاً بمشاعر لا يمكن تفسيرها. سحبته في عناق يبدو وكأنه غريب عن الزمان والمكان، كانت ذراعيها تلتف حوله بحنان لا يُشبه شيئاً آخر.

تلاشت الكلمات وبدا الزمن يتوقف، وكأنهما يعيشان في عالم غير مفهوم. المشاعر تندمج بينهما كموجة غريبة، لا يدركون بالضبط ماهيتها، ولكنها تملأ الفراغ بدفء لا يوصف. كان العناق غريباً كمشهد يبتعد عن حدود اللغة، ويتجاوز التعبير البسيط، ليصبح تجربة لا تُنسى من التواصل بين القلوب. لكن أحدهم قرر كسر هذا الصمت.

" مالذي أتى بكِ إلى هنا ؟ "

نظرت إليه متعجبه, شعرت وكأنه يطلب مِنها الرحيل و هذا المنزل لا يرحب بِها, هل هو يشعر بالخوف عليها أم شيئاً آخر ؟

" الشرطة و الأسعاف, ماذا حصل هنا "

" اعتقلوا جين و أخذو جونغكوك للمشفى "

غمرت صدمة التشكيك قلبها وأفقت الشكوك في عقلها. الواقع انقلب رأساً على عقب، حيث تسللت الشكوك كظلام مُتلبد يحجب النور. الثقه تتلاشى، والأفكار تتشابك في عقلها كالألغاز الصعبه. كانت عينيها تحمل بريقاً من التساؤل، وقلبها يتأرجح في فضاء الشك، حيث يتسابق الخيبة والترقب. إنها صدمة تشكك، تلك اللحظة التي تفتح فيها الأبواب لعوالم مجهولة، وتجعلنا نتساءل عن حقيقة كل شيء حتى الآن.

" أتعني جونغكوك خرج من المنزل ؟ "

" أجل "

وضعت يدها بذهول على فمها، كأنها تحاول أن تحجب الصدمة التي اجتاحتها. لكن عندما رمقت هوسوك بعينيها المصدومتين والمليئتين بالقلق، تجاوزت الصدمة إلى عمق الشك، وقالت بتساؤل ثقيل في صدرها: " ماذا عن الشيطان "

فكانت هذه الكلمات تنبعث من بين شفتيها بترقب وفضول، وكأنها تسعى إلى كشف أسرار قديمة. كانت الصدمة الأولى تتحول إلى استفهام حي ينطلق من عينيها، كما لو أنها تكشف ستاراً يخفي خلفه الغموض والمجهول.

" برفقة جونغكوك, مابكِ ؟ "

بينما انتابت اللحظات الصامته الغامضة، بدأ هوسوك يشك في أمرها. طغت الشكوك على ملامحه، ورسمت خيوط الحيرة في عينيه. كانت تلك اللحظة الفارغة التي تتساءل فيها الأفكار، حيث بدأ يستكشف تفاصيل أكثر، ويتأمل في ملامح الغموض التي تحيط بتصرفاتها. وفي هذا الصمت الذي أصبح مليئاً بالشك، بدت أفكار هوسوك تتخذ منحنى جديداً، كما لو كان يحاول فك رموز لغز معقد.

أغلق عينيكَ || JK-KSJ ✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن