توجُّس

2.2K 186 207
                                    

🪐

"فقط اهمس تايهيونق"قال مؤكدًا يتحاشى بعيونه خوفي الواضح امامه، وتتوالى صرخات الرعب فارةً من عيوني إليك فلماذا انتَ كفيفٌ عنها؟ أولا تطمع ايها الرجُل الآثم ان تُزهق هذا التوجّسُ بي؟ ألا يدعوكَ شيءٌ بي لتُنقذه؟

Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.

"فقط اهمس تايهيونق"
قال مؤكدًا يتحاشى بعيونه خوفي الواضح امامه، وتتوالى صرخات الرعب فارةً من عيوني إليك فلماذا انتَ كفيفٌ عنها؟ أولا تطمع ايها الرجُل الآثم ان تُزهق هذا التوجّسُ بي؟ ألا يدعوكَ شيءٌ بي لتُنقذه؟

استدرتُ اتبعهُ بعيوني بينما يُعلق معطفي ويخرج بهدوءٍ صاخب اثارَ همساتُ عائلتي المتسائلة، رفعتُ رأسي الثقيل انظُر لنظراتهم التي تجرح فؤادي وتُمرضني.

"مساءُ الخير تايهيونق"
انقبضت ضلوعُ صدري بشده وشعرت اني سأختنقُ بوقوفي امامه، ماذا تفعل الدماء ان حنّت؟ أتكتمُ صدري هكذا؟
لاحت لي لحظاتي السابقه معه وصدقها، وقبل ان تنتهي من ذاكرتي عصفت بي حتى افقدتني نفسي، ولا اعلم لمَ لكني التفتُ ابحث عن حارسي دونَ سببٍ حاضر

"انظُر هُنا"
قال مجددًا بنبرةٍ بدت قاسيه يحثُ بصري، فرفعتُ رأسي انظر اليه هوَ تحديدًا، اخبرهُ بعيوني قبل ان يفعل شيءٌ من جسدي، وليتك تقرأ يا جدي؟ ليتك ترى ما الذي حلَّ بي بعد ان رحلت
لم اعُد افعل شيء سوى اني انهي كل يوم بالنجاة.

"جدي"
همستُ دونما قوه أُدرك ضعفي مجددًا، ارتجافةُ حدقتاي، طقطقةُ أسناني، ارتعاشُ اصابعي! كُلها ادركتُها وحدي

بقيتُ واقفًا اتأمل وجههُ الحنون ونظرتهُ الصادقه حتى استقام من مكانه يقيمُ معه كل جسدٍ ساكن، يفتح اذرعهُ لي واركض أنا بملء قدرتي الميته،
ارتمي بين احضانه اضمهُ بقوه، اشعر بي وانا بين يديه تتصلب جذوري، وتبرُد دمائي الساخنه، شيءٌ بي يُقهر ويموت، عشتُ الماضي في لحظةٍ واحده، استشعرتها بقلبي وبكل ما هوَ حيٌ يحتويني واحتويه، والإدراك يثقب روحي بأنها ستكونُ الأخيره حتمًا.

"علامَ تبكي؟"
همسَ بهدوء يمسح بيده المُرتجفه جفونُ عيناي المحترقه، وآهٍ كم أتألم، آهٍ كم يبكي داخلي بأصخب مما ترى ومما أُبدي

"لا يجدُر بكَ البُكاء"
عدتُ انظر إليه، لاقاني وجههُ الحاد وعلمتُ حينها انهُ يعلم كل شيء، غاصت عيوني في عيونه، بكيتُ صامتًا بين يديه، ولفرط ما احرقتني دموعي احسستُ بملوحتها تقشع بصري فراح يمسح فوقها مرارًا ببطء ولم انكف عن البُكاء للحظه بل هشمتُ حنجرتي حتى، لكنهُ ابتعد يُحدق بي بتساؤلٍ علمته، كان كل شيء يؤلمني حينها، كان كل شيء يحاول الهرب، كأنني قطعتُ اشواطًا مجروحه من الطيران للسماء ولم اسقُط الا بين مخالبه

شتاءٌ أخرسWhere stories live. Discover now