ذهاب

1.6K 137 248
                                    

كنتُ اغني للصباحات، اتوهجُ بنورها، واسقي ازهارَ الحدائق بمائها، كان وسعُ السماء اصغر من ان يسعني ! وهطول الثلج ابرد من ان يُجمّدني، لاني ذبت! في احتراقي، في اشتعالي، في اتقادّي، في كل شيءٍ ظننتهُ كان حقيقيًا في عقلي وكذَب

Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.

كنتُ اغني للصباحات، اتوهجُ بنورها، واسقي ازهارَ الحدائق بمائها، كان وسعُ السماء اصغر من ان يسعني !
وهطول الثلج ابرد من ان يُجمّدني، لاني ذبت!
في احتراقي، في اشتعالي، في اتقادّي،
في كل شيءٍ ظننتهُ كان حقيقيًا في عقلي وكذَب

كنتُ اغني! لم اتلعثمْ مرةً، لم اشكو ألحاني العشوائيه ولا طبقاتُ صوتي المُهتزّه

كنتُ اغني
لكن،
اغانيَّ صمتت.

وانا الآن في صباحٍ أبيضٍ غائم أُحدقُ بصمتٍ تلبّسني في نافذتي ثم في كيس ثيابه بعد ان أمرتُ الخدم قبلَ أسبوع في تلك الليله البائسه بغسلها وكيها

كنتُ غاضب نعم
كنتُ انتظر تبريرًا منه، نعمٍ أكبر
لكنهُ سمعَ تلميحاتُ ماركوس دون ان يُجيب، دون ان ينظُر لي حتى بل انهُ وبقبحٍ كبير ذهبَ وتركني عالقًا في ابتساماتِ ماركوس الملعونه

"سيد مورتيمر؟"
التفتُ بضياع في من كانت طوال الوقت تندهُ عليّ بصبرٍ كبير

"الجميع ينتظرك على مائدة الطعام"
اغمضتُ عيوني بألم حينَ حاولتُ الابتسام ساخرًا لكن تشققاتُ شفاهي من برد تلك الليله عادت لتذُكرني بسوئها

"لا أُريد، اخبري حارسي اني سآتي في الحال ليُجهز السياره"
استقمت محتقرًا ثيابه، ارتدي معطفي بهدوءٍ سكنني ولم يتوقف في غمري لثانيةٍ واحده، مضى اسبوع ونحنُ لا نتقابل لا اعلم ان كانَ يهرب او ينتظر مني اللحاقَ به !

اغلقتُ غرفتي، حملتُ حقيبتي ونزلتُ للأسفل متجاهلًا نداءاتُ أدريان الذي قابلتُه صدفةً في الممر، كان الهدوء في عقلي يحجب كل شيء رغمَ عدمية الأشياءِ اصلًا

لفحني الهواء ولأول مره لا ارتعشُ له.

لأول مره يفوقُ بردي برده، حيثُ لا احس، لا اشعُر ولا يؤلمني شيء، لا انتظرُ تردد الوداعات، ولا نطُق الحقائق، لأول مره يسقطُ العالم دفعةً واحده من عيني دونَ ندم.

شتاءٌ أخرسWhere stories live. Discover now