منفى

1.4K 143 247
                                    

"عزيزي؟"سمعتُ همسًا حولي فعقدتُ حاجباي متأففًا وسحبتُ الغطاء فوقي كُله، البرد لا ينكف يتسللُ إلي، وموسكو لا تنكف عن جرحي

Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.

"عزيزي؟"
سمعتُ همسًا حولي فعقدتُ حاجباي متأففًا وسحبتُ الغطاء فوقي كُله، البرد لا ينكف يتسللُ إلي، وموسكو لا تنكف عن جرحي

عقلي يرقُد في الضياع في الظلام واللاوعي، واحسُ بأني مكتوم ومغيبٌ في اماكن وبين احاديثَ لا اعرفُها، منذُ ان رأيتُه في الأمس وانا اعودُ للخلف دونَ توقف كما لو انّ عجلة الزمن اخطأت وجهتها

"ألن تذهب الى العمل اليوم؟"
اكملَ أبي همسه ورائحةُ عطرهُ الفاخر انتشرت حتى اخترقت غطائي ووصلتني

"لا انا مُرهق"
غيرَ اني منذُ الأمس لم انم حتى رأيتُ الشمس تطرُد كوابيسي، حتى ثارَ بي الفقد وعذبني كما لو ان اولَ ليلةٍ بعد فراق أُمي عادت لتحبس نفسها بي الى الأبد

"هل انتَ مريض؟ دعني اتفقدُ حرارتك"

"أبي ارجوك.. دعني"
شعرتُ به يستقيم صامتًا ويخرُج من غرفتي بهدوء وانا ازحتُ الغطاء أُحدق في الزجاج المملؤ بالضباب دونَ ان ارمش

ألا يملُّ الوقت من تكرارِ نفسه؟

ألا يشعُر بأنهُ مجرد شيءٌ يمضي ليتوقف ويُعاد من جديد؟ لإني في كُلِ يوم احسُ بأني اعودُ للوراء وانَّ الغد ما هوَ إلا هُراء اختلقهُ عقلي الأهوج لأنجو، بأني لن اتغير يومًا واني ذاته نفسُ الرجُل منذُ اعوام وحتى الآن، لم يتغير بي شيء غيرَ اني أُكرر نفسي كل يوم

سمعتُ الطرقاتَ على الباب لا تتوقف فسمحتُ لهم بالدخول، فجأةً صرتُ اشعُر بالملل ولا أُريدُ تناول ايُّ من الأطباق الشهيّه التي وضعتها الخادمه فوق الطاوله الخشبيه بجانب نافذتي الكبيره

"خُذيه لا اشتهي شيئًا اليوم"
رفعتْ رأسها بإستغرابٍ شديد لتتأكد ما ان كنتُ نفس الشخص الذي لا يفوت وجباته ابدًا ويختارُ اطباقه الأسبوعيه بعنايةٍ شديده، اشحتُ عيوني عنها مستقيمًا من سريري، لا أُحبُ تلك النظرات.

شتاءٌ أخرسWhere stories live. Discover now